توقيت القاهرة المحلي 21:03:03 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مأساة الفلوجة العراقية!

  مصر اليوم -

مأساة الفلوجة العراقية

بقلم مكرم محمد أحمد

الفلوجة واحدة من أشهر مدن العراق، يسكنها أغلبية من عشائر السنة ويزيد تعدادها على 300 ألف نسمة،حاربت الغزو
الامريكى للعراق بضراوة بالغة، وخلال حكومة نورى المالكى بتوجهاتها الطائفية تدهورت العلاقات بين الفلوجة وحكم بغداد، عندما رفض المالكى أن يضم قوات المتطوعين من عشائر السنة إلى الجيش العراقى بعد نجاحهم فى دحر تنظيم القاعدة،حرصا على ان يظل التوازن العددى فى القوات المسلحة لصالح الشيعة!. وتعيش الفلوجة تحت سيطرة داعش منذ أكثر من عامين الذى يحكمها بالحديد والنار،ومنذ عدة شهور يحاصر مدينة الفلوجة أعداد هائلة من الميليشيات الشيعية وبعض من قوات الجيش العراقي، تمنع وصول الامدادات اليها بما فى ذلك الاغذية والدواء، وقد بلغ سوء الاحوال فى المدينة حد ان السكان يأكلون الحشائش من قسوة الجوع!، بعد ان وصل سعركيس الدقيق إلى 750دولارا بينما لايزيد ثمنه فى بغدادعلى 20 دولارا!. لكن مأساة الفلوجة الحقيقية تتمثل فى الشكوك المخيفة التى تحاصرها من كل جانب، حكام الشيعة فى بغداد يسيطر عليهم الاعتقاد بأن الفلوجة السنية هى مصدر كل عمليات التفجير التى تضرب المدينة وأدت إلى مقتل وجرح المئات من سكانها، ويلحون على ضرورة ان تكون الاولوية لتحرير مدينة الفلوجة من سيطرة داعش لوقف هذه الهجمات، رغم ان الخبراء الامريكيين الذى يعملون فى العراق يؤكدون ان مشكلة بغداد الحقيقية، تكمن فى الفوضى الامنية التى تجعلها قابلة للاختراق من داعش وليس من جانب أهل الفلوجة الذين يعيشون فى حالة يأس وقنوط شديد، وتداخلهم الشكوك فى حكام بغداد وفى الامريكيين الذين لن يفعلوا شيئا لانقاذ المدينة التى قاومت الغزو الامريكى بضراوة!، والامريكيون يرفضون ان تكون الاولوية لعملية تحرير الفلوجة خوفا من عمليات الانتقام الواسعة التى يمكن ان تقوم بها الميليشيات الشيعية التى تحاصر المدينة بما يزيد من ازمة الفتنة بين السنة والشيعة ويعيد اشعال حرائقها من جديد وربما يؤخر إلى اجل غير مسمى عملية تحرير مدينة الموصل..، وما يقلل من هذه الهواجس والمخاوف لدى الجميع ان شهر رمضان على الابواب يعقبه قيظ العراق الشديد الذى يصعب معه القيام بأى عمليات عسكرية، بما يعنى ان حصار الفلوجة سوف يستمر وان علمية اقتحام المدينة سوف تتأجل وان الفتنة الكبرى تنتظر وقتا آخر. 

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مأساة الفلوجة العراقية مأساة الفلوجة العراقية



GMT 06:19 2020 الأربعاء ,16 كانون الأول / ديسمبر

قُم يا شيخنا..

GMT 00:13 2019 السبت ,25 أيار / مايو

ذروة الحرب التجارية بين الصين وأمريكا

GMT 00:33 2019 الخميس ,23 أيار / مايو

أردوغان محشوراً فى الزاوية

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:39 2024 الإثنين ,30 كانون الأول / ديسمبر

أبوظبي وجهة مثالية لقضاء العطلة في موسم الشتاء الدافئ
  مصر اليوم - أبوظبي وجهة مثالية لقضاء العطلة في موسم الشتاء الدافئ

GMT 09:29 2024 الإثنين ,30 كانون الأول / ديسمبر

وفاة الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر عن عمر يناهز 100 عام
  مصر اليوم - وفاة الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر عن عمر يناهز 100 عام

GMT 10:26 2024 الإثنين ,30 كانون الأول / ديسمبر

نصائح يجب اتباعها عند شراء السجاد
  مصر اليوم - نصائح يجب اتباعها عند شراء السجاد

GMT 13:14 2017 الخميس ,21 كانون الأول / ديسمبر

محمود عزب ضيفًا على برنامج "بالألوان الطبيعية" الخميس

GMT 19:36 2017 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

إذاعة الجزء الأول من "كابتن أنوش" الخميس على MBC مصر

GMT 07:49 2017 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

الكشف عن أسباب اعتذار المخرج أحمد خالد أمين عن "آخرة صبري"

GMT 05:36 2017 الخميس ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف على طرق حجز تذاكر القطارات عبر الانترنت

GMT 10:39 2017 الأربعاء ,01 شباط / فبراير

كايلي جينر تظهر جسدها في بدلة بيضاء جريئة

GMT 19:23 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

يوفنتوس وأرسنال يصارعان ريال مدريد لخطف أريزابالاغا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon