توقيت القاهرة المحلي 13:21:54 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مأساة الفلوجة العراقية!

  مصر اليوم -

مأساة الفلوجة العراقية

بقلم مكرم محمد أحمد

الفلوجة واحدة من أشهر مدن العراق، يسكنها أغلبية من عشائر السنة ويزيد تعدادها على 300 ألف نسمة،حاربت الغزو
الامريكى للعراق بضراوة بالغة، وخلال حكومة نورى المالكى بتوجهاتها الطائفية تدهورت العلاقات بين الفلوجة وحكم بغداد، عندما رفض المالكى أن يضم قوات المتطوعين من عشائر السنة إلى الجيش العراقى بعد نجاحهم فى دحر تنظيم القاعدة،حرصا على ان يظل التوازن العددى فى القوات المسلحة لصالح الشيعة!. وتعيش الفلوجة تحت سيطرة داعش منذ أكثر من عامين الذى يحكمها بالحديد والنار،ومنذ عدة شهور يحاصر مدينة الفلوجة أعداد هائلة من الميليشيات الشيعية وبعض من قوات الجيش العراقي، تمنع وصول الامدادات اليها بما فى ذلك الاغذية والدواء، وقد بلغ سوء الاحوال فى المدينة حد ان السكان يأكلون الحشائش من قسوة الجوع!، بعد ان وصل سعركيس الدقيق إلى 750دولارا بينما لايزيد ثمنه فى بغدادعلى 20 دولارا!. لكن مأساة الفلوجة الحقيقية تتمثل فى الشكوك المخيفة التى تحاصرها من كل جانب، حكام الشيعة فى بغداد يسيطر عليهم الاعتقاد بأن الفلوجة السنية هى مصدر كل عمليات التفجير التى تضرب المدينة وأدت إلى مقتل وجرح المئات من سكانها، ويلحون على ضرورة ان تكون الاولوية لتحرير مدينة الفلوجة من سيطرة داعش لوقف هذه الهجمات، رغم ان الخبراء الامريكيين الذى يعملون فى العراق يؤكدون ان مشكلة بغداد الحقيقية، تكمن فى الفوضى الامنية التى تجعلها قابلة للاختراق من داعش وليس من جانب أهل الفلوجة الذين يعيشون فى حالة يأس وقنوط شديد، وتداخلهم الشكوك فى حكام بغداد وفى الامريكيين الذين لن يفعلوا شيئا لانقاذ المدينة التى قاومت الغزو الامريكى بضراوة!، والامريكيون يرفضون ان تكون الاولوية لعملية تحرير الفلوجة خوفا من عمليات الانتقام الواسعة التى يمكن ان تقوم بها الميليشيات الشيعية التى تحاصر المدينة بما يزيد من ازمة الفتنة بين السنة والشيعة ويعيد اشعال حرائقها من جديد وربما يؤخر إلى اجل غير مسمى عملية تحرير مدينة الموصل..، وما يقلل من هذه الهواجس والمخاوف لدى الجميع ان شهر رمضان على الابواب يعقبه قيظ العراق الشديد الذى يصعب معه القيام بأى عمليات عسكرية، بما يعنى ان حصار الفلوجة سوف يستمر وان علمية اقتحام المدينة سوف تتأجل وان الفتنة الكبرى تنتظر وقتا آخر. 

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مأساة الفلوجة العراقية مأساة الفلوجة العراقية



GMT 06:19 2020 الأربعاء ,16 كانون الأول / ديسمبر

قُم يا شيخنا..

GMT 00:13 2019 السبت ,25 أيار / مايو

ذروة الحرب التجارية بين الصين وأمريكا

GMT 00:33 2019 الخميس ,23 أيار / مايو

أردوغان محشوراً فى الزاوية

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:20 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يؤكد أنه سيقر بهزيمته إذا كانت الانتخابات عادلة
  مصر اليوم - ترامب يؤكد أنه سيقر بهزيمته إذا كانت الانتخابات عادلة

GMT 01:37 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

طرق مختلفة لاستخدام المرايا لتكبير المساحات الصغيرة بصرياً
  مصر اليوم - طرق مختلفة لاستخدام المرايا لتكبير المساحات الصغيرة بصرياً

GMT 02:38 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يؤكد أن هناك الكثير من عمليات الغش في فيلادلفيا
  مصر اليوم - ترامب يؤكد أن هناك الكثير من عمليات الغش في فيلادلفيا

GMT 12:46 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد امام يعتبر والده "الزعيم" هو نمبر وان في تاريخ الفن
  مصر اليوم - محمد امام يعتبر والده الزعيم هو نمبر وان في تاريخ الفن

GMT 15:53 2018 الإثنين ,12 آذار/ مارس

إستياء في المصري بسبب الأهلي والزمالك

GMT 10:53 2019 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي على وصفات طبيعية للعناية بالشعر التالف

GMT 02:56 2018 الأربعاء ,04 تموز / يوليو

الفنانة ميرنا وليد تستعد لتقديم عمل كوميدي جديد

GMT 19:15 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

سامح حسين يكشف عن الأفيش الأول لـ"الرجل الأخطر"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon