توقيت القاهرة المحلي 06:57:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مأساة الفلوجة العراقية!

  مصر اليوم -

مأساة الفلوجة العراقية

بقلم مكرم محمد أحمد

الفلوجة واحدة من أشهر مدن العراق، يسكنها أغلبية من عشائر السنة ويزيد تعدادها على 300 ألف نسمة،حاربت الغزو
الامريكى للعراق بضراوة بالغة، وخلال حكومة نورى المالكى بتوجهاتها الطائفية تدهورت العلاقات بين الفلوجة وحكم بغداد، عندما رفض المالكى أن يضم قوات المتطوعين من عشائر السنة إلى الجيش العراقى بعد نجاحهم فى دحر تنظيم القاعدة،حرصا على ان يظل التوازن العددى فى القوات المسلحة لصالح الشيعة!. وتعيش الفلوجة تحت سيطرة داعش منذ أكثر من عامين الذى يحكمها بالحديد والنار،ومنذ عدة شهور يحاصر مدينة الفلوجة أعداد هائلة من الميليشيات الشيعية وبعض من قوات الجيش العراقي، تمنع وصول الامدادات اليها بما فى ذلك الاغذية والدواء، وقد بلغ سوء الاحوال فى المدينة حد ان السكان يأكلون الحشائش من قسوة الجوع!، بعد ان وصل سعركيس الدقيق إلى 750دولارا بينما لايزيد ثمنه فى بغدادعلى 20 دولارا!. لكن مأساة الفلوجة الحقيقية تتمثل فى الشكوك المخيفة التى تحاصرها من كل جانب، حكام الشيعة فى بغداد يسيطر عليهم الاعتقاد بأن الفلوجة السنية هى مصدر كل عمليات التفجير التى تضرب المدينة وأدت إلى مقتل وجرح المئات من سكانها، ويلحون على ضرورة ان تكون الاولوية لتحرير مدينة الفلوجة من سيطرة داعش لوقف هذه الهجمات، رغم ان الخبراء الامريكيين الذى يعملون فى العراق يؤكدون ان مشكلة بغداد الحقيقية، تكمن فى الفوضى الامنية التى تجعلها قابلة للاختراق من داعش وليس من جانب أهل الفلوجة الذين يعيشون فى حالة يأس وقنوط شديد، وتداخلهم الشكوك فى حكام بغداد وفى الامريكيين الذين لن يفعلوا شيئا لانقاذ المدينة التى قاومت الغزو الامريكى بضراوة!، والامريكيون يرفضون ان تكون الاولوية لعملية تحرير الفلوجة خوفا من عمليات الانتقام الواسعة التى يمكن ان تقوم بها الميليشيات الشيعية التى تحاصر المدينة بما يزيد من ازمة الفتنة بين السنة والشيعة ويعيد اشعال حرائقها من جديد وربما يؤخر إلى اجل غير مسمى عملية تحرير مدينة الموصل..، وما يقلل من هذه الهواجس والمخاوف لدى الجميع ان شهر رمضان على الابواب يعقبه قيظ العراق الشديد الذى يصعب معه القيام بأى عمليات عسكرية، بما يعنى ان حصار الفلوجة سوف يستمر وان علمية اقتحام المدينة سوف تتأجل وان الفتنة الكبرى تنتظر وقتا آخر. 

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مأساة الفلوجة العراقية مأساة الفلوجة العراقية



GMT 06:19 2020 الأربعاء ,16 كانون الأول / ديسمبر

قُم يا شيخنا..

GMT 00:13 2019 السبت ,25 أيار / مايو

ذروة الحرب التجارية بين الصين وأمريكا

GMT 00:33 2019 الخميس ,23 أيار / مايو

أردوغان محشوراً فى الزاوية

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 11:46 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

مبابي أفضل لاعب فرنسي في موسم 2023-2024 ويعادل كريم بنزيما

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

GMT 09:32 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

إطلالات للمحجبات تناسب السفر

GMT 10:42 2018 الخميس ,19 إبريل / نيسان

بولندا خرقت القانون بقطع أشجار غابة بيالوفيزا

GMT 23:19 2018 السبت ,07 إبريل / نيسان

كلوب يحمل بشرى سارة بشأن محمد صلاح
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon