بقلم مكرم محمد أحمد
انهارت مواقع داعش فى سوريا والعراق تباعا، وتحررت معظم مدن العراق التى كان يحكمها داعش وآخرها مدينة الفلوجة التى احتلها داعش قبل عامين ونصف العام، وجعل سكانها رهينة لايسمح بخروجهم ويفرض عليهم سلطته بالحديد والنار، وكما سقطت جيجى والرمادى والانبار والفلوجة سوف تتحرر مدينة الموصل آخر معاقل داعش فى العراق وثانى مدنه التى أعلن من فوق منبر جامعها الكبير ابوبكر البغدادى نفسه خليفة للمسلمين!.
ومثل عملية الفلوجة سوف تجرى عملية تحرير الموصل اعتمادا على قوات الجيش العراقى المتحالفة مع البشمرجة الكردية، مع تضييق نطاق الدور الذى يمكن ان تلعبه الميليشيات الشيعية حرصا على السلم الاهلى ومنع وقوع صدامات بين السنة والشيعة..، وإذا كان سقوط مدينة الفلوجة يرمز إلى تحرير عاصمة عشائر السنة فى العراق من سيطرة داعش، فان تحرير الموصل سوف يكون رمزا لطرد داعش من كل الارض العراقية، ونهاية لهذه الاسطورة التى نفخ فيها الامريكييون كثيرا كى تكبر وتكبر وتصبح فزاعة تهدد امن العرب والخليج بعد ان نجحت داعش فى السيطرة على ثمانى محافظات عراقية وسورية تشكل أغلبية اراضى الدولتين، قبل ان يتكشف اخيرا ان الاسطورة تقوم على قدر كبير من وهم القوة، وان سببها الاول والاصيل قرار بريمر اول حاكم مدنى امريكى فى العراق بتفكيك مؤسسات الدولة العراقية واولاها القوات المسلحة!.
وكما حدث فى كل المدن التى تم تحريرها سوف تتخذ داعش من سكان الموصل دروعا بشرية تحتمى بهم، وسوف تحاول منع القوات العراقية من الهجوم من خلال ارتال السيارات المفخخة وانفاق الديناميت وتفخيخ كل الابنية وكل الشوارع كما فعلت فى الفلوجة، لكن مقاتليها سوف يهربون فى اللحظات الاخيرة من مواقعهم الامامية كما حدث فى كل معارك تحرير مدن العراق، ومن المؤكد ان الامريكيين سوف يحرصون على المشاركة العلنية فى عملية تحرير الموصل كى لايفوتهم بريقها، من خلال مجموعات من القوات الخاصة تعمل على مدافع الهاوزر البعيدة المدى إضافة إلى مقاتلى طائرات الاباتشى الذين يوجدون جميعا على مسافة اميال محدودة من الموصل ضمن قوات الحشد العراقي، وما من شك ان طرد داعش من الموصل سوف يشكل حدثا تاريخيا بالغ الاهمية سوف يكون له اثره الضخم على المعركة التى يخوضها العرب ضد ارهاب داعش والقاعدة.