بقلم مكرم محمد أحمد
لو ان المبلغ الذى انفقه المليونير ابوهشيمة على سحور 20الف طالب فى جامعة القاهرة كان قد انفق على تجديد معامل كليات العلوم المتقادمة او تطوير مكتبة الجامعة او الاسهام فى ارسال بضع عشرات من المبعوثين إلى الخارج لاستكمال دراساتهم فى تخصصات حيوية هدفها تعزيز القدرة المصرية، لكان ذلك عملا نبيلا وخيرا يبقى على مر الزمان ويعلو على الشعبوية الرخيصة التى استهدفها سحور 20الف طالب، ولما اجترأ احد على ان يتشكك فى دوافع أبوهشيمة من هذا العمل الطوعى الذى اختلف كثيرون حول اهدافه ومقاصده، وتسبب فى قسمة طلاب الجامعة الذين يرفض بعضهم هذا الاسلوب، كما وضع رئيس الجامعة د. جابرنصار فى وضع بالغ الحرج رغم ما حققه من انجازات مهمة طورت اداء الجامعة. وإذا كان ابو هشيمة يرى ان شهر رمضان مناسبة خاصة تستحق تبرعا من نوع خاص يصل إلى غالبية طلاب الجامعة،فلماذا لم يخصص هذه الاموال لتحسين وتحديث مطعم الجامعة والارتقاء، ولا أعرف لماذا تحمس الدكتور جابر نصارلهذا المشروع؟، ولماذا لم يستثمر هذه الفرصة لاقناع ابوهشيمة بأن يوجه تبرعه لاهداف أكثر قيمة وذات جدوى من مجرد سحوررمضان!،بحيث ترتقى المساهمات الطوعية لرجال الاعمال المصريين فوق هذه الشعبوية الرخيصة التى يغلب عليها الطابع التجاري،وترقى اسهاماتهم إلى الصورة المثلى التى نراها فى جامعات الخارج، حيث يتسابق رجال الاعمال الاوروبيون على التبرع لمشروعات تهتم بتحديث وتطوير الجامعات والكليات والأقسام والمعامل، كما تهتم بالانفاق على بحوث طبية تعالج الامراض المستعصية وهندسية تعالج اهم مشكلات البيئة، واظن ان مثل هذه التبرعات الطوعية هى التى تحفظ لاصحابها مكانا متميزا فى سجلات التاريخ، وتجعل منهم عظماء تصل قاماتهم إلى قامات رجال كبار من أمثال طلعت حرب واحمد عبود الذين ركزوا تبرعاتهم وعطاءهم على تطوير الجامعات والمؤسسات المصرية، واظن ان تجربة ابوهشيمة تلزم المجلس الاعلى للجامعات المصرية ضرورة دراسة مشروع متكامل ينظم تبرعات الجامعات ويحدد اوجه انفاقها ومجالاتها، ويدعو الكليات المهمة خصوصا الكليات العملية ومعاهد الابحاث إلى الاعلان عن مشروعات بحوث طبية وهندسية تحتاج إلى التبرع،كما ينظم مكافاة رجال الاعمال على تبرعاتهم بتخليد اسمائهم على هذه المشروعات على نحو يحفظ ذكراهم وعطائهم على طول الزمان.