بقلم مكرم محمد أحمد
تجسد العلاقات الوثيقة بين مصر والبحرين حجم التقدير والاعتزاز المتبادل بين شعبين عربيين تربطهما منذ القدم اواصر المحبة والثقافة، منذ ان كانت المنامة اول مقر لاول بعثة تعليمية مصرية فى الخليج، يصدر فيها أول صحيفة واول كتاب خليجي، وتنهض فيها اول مدرسة ابتدائية فى المنطقة..، وبرغم ان البحرين لم تحظ بثروة نفطية مثل جاراتها من دول الخليج، نجح الامير عيسى آل خليفة والد الملك حمد فى استثمار موقع البحرين الجغرافى ليجعل منه مركزا متقدما للخدمات المالية والبنكية والبحرية واللوجستية، رفع مستويات دخول أهل البحرين إلى ما يقرب من مستويات دخول شقيقاتها الخمس فى دول الخليج، ثم جاء الملك حمد الذى تولى مقاليد الامور 1999 ليحيل الامارة إلى دولة ملكية حديثة نهضت بمجموعة من الاصلاحات السياسية المهمة، تملك دستورا حديثا يحدد السلطات ويقنن حقوق الحاكم وحقوق المحكومين، ويساوى بين جميع فئات الشعب متجاوزا تقسيماته الطائفية والدينية، خاصة ان شيعة البحرين يفخرون بانهم عرب ا لاعجم، ويتمسكون بوحدة الدولة والبلاد رغم محاولات طهران المستميتة فصل عرى الشعب وقسمته.
ويرتبط الملك حمد بعلاقات وثيقة مع مصر، ولا ينسى المصريون له انه كان اول حاكم وصل إلى القاهرة بعد 30يونيو مهنئا الشعب المصرى بثورته التصحيحية، معلنا للعالم اجمع ان مصر هى صمام الامن الحقيقى للمنطقة بما تمثله من ثقل استراتيجى امنى وسياسى وحضارى لكافة شعوب ودول المنطقة، ولانها كانت ولاتزال هى السند الاول للعرب، وصاحبة الريادة فى الدفاع عن قضايا ومصالح أمتها العربية.
وبرغم تحسن الاوضاع الاقتصادية للبحرين فى ضوء وظيفتها كمركز مهم للخدمات فى منطقة الخليج، تغيرت الاحوال الاقتصادية للبحرين على نحو جذرى بسبب الجسر البرى الذى يربط بين السعودية والبحرين، بعده تحولت البحرين إلى مقصد سياحى مهم يرتاده عشرات الآلاف من السعوديين بسياراتهم يقضون هناك عطلة الاسبوع، ولا تزال حكومة البحرين رغم افتقارها إلى النفط تواصل تحقيق معدلات تنمية مرتفعة فى مختلف المجالات وتوفير حياة كريمة لجميع فئات مواطنيها أعتمادا على دخلها من السياحة والخدمات، وفى تقرير أخير لبرنامج الامم المتحدة الانمائى تأتى البحرين على رأس قائمة البلدان التى حققت معدلات تنمية بشرية عالية زادت من قدرة شعبها على تحقيق اهدافه.