مكرم محمد أحمد
نجح العراقيون فى طرد ««داعش» » من جميع مناطق محافظة ديالى، وتمكن تحالف قوات الجيش العراقى والبشمركة الكردية ومقاتلو العشائر العربية من إلحاق هزيمة ساحقة بقواته،
وحرر التحالف 60% من مساحة الأراضى التى كان يسيطر عليها التنظيم فى العراق، وعلى الحدود السورية التركية تمكن المقاتلون الأكراد من طرد قوات «داعش» خارج مدينة كوبانى(عين العرب) لتصبح المدينة بأكملها تحت سيطرة المقاتلين الأكراد بعد أربعة أشهر من معارك دامية، تمكنوا فى نهايتها من طرد قوات «داعش» خارج المدينة والسيطرة على عدد من القرى الكردية فى محيط كوبانى لتأمين المدينة المحررة.
والواضح من الهزائم العديدة التى تلقاها «داعش» فى مناطق كثيرة داخل العراق،أن العد التنازلى لسيطرتها على هذه المساحات الشاسعة من الأراضى السورية والعراقية قد بدأ بالفعل خاصة أن هناك فرصا متزايدة لتحرير مدينة الموصل، وأن «داعش» الذى بالغ الأمريكيون كثيرا فى تضخيم قوتها لأسباب فى نفس يعقوب ليست العدو الذى لا يقهر!، ومامن شك فى أن استعادة محافظة ديالى فى العراق وكوبانى على الحدود السورية التركية تشكل نقطة تحول فى الحرب على «داعش» ..، صحيح أن القصف الجوى الأمريكى لعب دورا مهما فى اضعاف معنويات «داعش» ، لكن الأمر المؤكد أنه لولا بسالة المقاتلين الأكراد لما تحررت كوبانى، ولولا نجاح حكومة العراق فى تشكيل هذا التحالف بين الجيش والبشمركة والعشائر لما تم طرد «داعش» من جميع محافظة ديالى.
والأمر المؤكد أيضا أن الأمريكيين كان يمكن أن يختصروا هزيمة «داعش» فى فترة زمنية أقل، لو أن ادارة أوباما لم تركب رأسها وتصر على الاعتماد على القصف الجوى وحده فى حربها على «داعش» ، دون أن تستجيب لمطالب رئيس الأركان ووزير الدفاع السابق ومعظم خبراء البنتاجون الذين أصروا على ضرورة تشكيل قوة برية تحسم المعركة مع «داعش» ، لكن يبدو أن ادارة أوباما لم تكن تخطط لمعركة حاسمة كى تبقى على «داعش» فزاعة تهدد أمن المنطقة ودول الخليج..، ولو أن كلا من الأفارقة والعرب نجحوا فى تشكيل قوات مشتركة لمحاربة الارهاب على أرض افريقيا وعلى الارض العربية، لما كان فى وسع أوباما أن يجعل من الارهاب تجارة، ويبقى على أمن المنطقة ودول الخليج رهينة لـ «داعش» !