مكرم محمد أحمد
أشفق على الوزير الأريب أحمد أبوالغيط المرشح المصرى أمينا لجامعة الدول العربية خلفا للدكتور نبيل العربى من
هذا العبء الثقيل الذى تنوء به الجبال فى ظل حالة التمزق التى تسيطر على عالمنا العربي، وكثرة صراعاته المسلحة فى اليمن وسوريا وليبيا والصومال، وانفراط عقده بصورة غير مسبوقة أدت إلى تفرد كل دولة عربية بسياسات وتحالفات تخصها دون مراعاة الحد الأدنى من التضامن العربي!، بينما تنهش منظمات الإرهاب اطراف الجسد العربى فى ليبيا وجنوب اليمن والصومال وسوريا التى تحولت إلى مفرخة لهذه الجماعات!.
لكننى لا أشك فى أن أبوالغيط سوف يبذل أقصى ما يستطيع كى يجد وسط هذه الفوضى الضاربة أطنابها فى العالم العربى شعاع أمل يقوده إلى الطريق الصحيح، مستثمرا حنكته وذكاءه ودقة متابعته وحسه القومى وإيمانه العميق بوحدة المصير العربي..، أعرف الوزير أبوالغيط منذ أكثر من 25عاما عندما كان يعمل فى مكتب مستشار الامن القومى حافظ اسماعيل، وتابعته عن قرب مديرا لمكتب وزير الخارجية عمرو موسى ورئيسا لوفد مصر فى الأمم المتحدة ووزيرا لخارجية مصر، يعرف بدقة بالغة تفاصيل مشكلات سياسات مصر الخارجية ابتداء من مشكلة التفاهم الاستراتيجى مع الولايات المتحدة إلى أزمة سد النهضة، ولايزال أبوالغيط يواصل جهده وكأنه المسئول عن سياسات مصر الخارجية، يقرأ ويتابع كل ما ينشره العالم عن مصر من دراسات وأبحاث ومقالات، وأظن أن كتابه المهم (شهادتي) هو أكمل مرجع عربى لسياسات مصر الخارجية ومشكلاتها قبل ثورة 25 يناير..، ومنذ هذا الوقت المبكر فى بداية الثمانينيات لم تنقطع حواراتنا التى كان يضفى عليها من حماسه وذكائه شحنة أمل حقيقية حتى فى أحلك الظروف والايام.
وبرغم الظلال الثقيلة التى تهيمن على عالمنا العربى الآن لايزال أحمد أبوالغيط يرى فى قوة العلاقات بين مصر والسعودية والإمارات وشفافيتها طاقة نور ونواة صحيحة لتضامن عربى يقوم على أسس عقلانية ورشيدة، ولايزال أبوالغيط يعتقد ان القمة الاقتصادية العربية التى ابتدعتها الكويت تمثل انجازا عربيا فريدا ينبغى الحفاظ عليه وسوف تنجح بالضرورة فى خلق بنية أساسية عربية مشتركة تعطى للمصالح العربية العربية وزنا مهما، ولايزال أبوالغيط يرى أنه مهما تكن مشاغل مصر الداخلية فواجبها القومى والوطنى يفرض عليها ألا تتوقف عن إطلاق المبادرات لإصلاح أحوالها وأحوال عالمها العربى مهما تكن المصاعب والمشكلات.