مكرم محمد أحمد
لا مفر من الاعتراف بأن الارهاب نجح فى توجيه ضربة قوية فى معركة مستمرة تتطلب سد كل ثغرة يتم اكتشافها أولا بأول، بحيث يتم حرمانه من الحصول على المبادأه مرة أخرى،
وأيا كان حجم الحزن العظيم الذى ألم بالمصريين أسفا على أرواح الضحايا الشهداء، فإن هذا الحزن لا ينبغى أن يداخله أى شك فى قدرة مصر على إلحاق هزيمة ساحقة بالارهاب مادام الشعب والجيش والشرطة يدا واحدة، لأن الهدف الأساسى من عمليات التصعيد الراهن تصدير مشاعر الاحباط الى الجبهة الداخلية وهز يقينها بأن النصر قادم بإذن الله، والترويج لدعاوى غير صحيحة تأتى فى غير أوانها، تتحدث عن حلول وسط تجنح للمصالحة مع الارهاب!، والتغطية على حقائق واضحة كشمس النهار تؤكد أن الارهاب يخسر الحرب فى سيناء بعد أن تم تدمير بنيته الأساسية التى تلاحقها عمليات الجيش والأمن فى الخطوط الأمامية وصولا الى أوكارها المتقدمة، وأن ما تفعله جماعة الاخوان المسلمين داخل البلاد من توزيع العبوات الناسفة على قطارات السكك الحديدية، واستهداف أبراج ومحولات الكهرباء وعربات الشرطة والنقل العام، وتسيير المظاهرات فى حارات المطرية وعين شمس لا تعدو أن تكون محاولة لإثبات وجودها، بعد أن نجح الشعب فى عزل الجماعة عن الشارع السياسى، ودمغها بالارهاب قولا واحدا لا رجعة فيه، ووحد كل صفوفه وفئاته رفضا للجماعة وبغضا لأعمالها.
غير أن الأحداث الأخيرة تقول لنا بكل الوضوح، إن جماعة الاخوان تركب أعلى خيلها، وتحكم التنسيق بين جرائمها وجرائم أنصار بيت المقدس فى سيناء على أمل أن تحدث تغييرا فى المشهد المصرى، ينبه العالم الى أن الجماعة لا تزال عاملا مؤثرا فى تحقيق أمن مصر واستقرارها، لكن جماعة الاخوان تحقق فشلا ذريعا لأنها لا تحصد فى النهاية سوى المزيد من غضب المصريين وكراهيتهم وإصرارهم على هزيمة الارهاب والثأرمن الجماعة، وأظن أن صيحات الجماهير فى جميع أنحاء مصر وهى تودع الشهداء الى مثواهم الأخير تطالب باعدام أفراد الجماعة، تؤكد بكل الوضوح أن غضب الشعب المصري بلغ ذروته، وأن الجماعة تواجه حائطا مسدودا، وما لم تراجع الجماعة مواقفها فسوف تدور الدائرة على جميع أفرادها.