توقيت القاهرة المحلي 03:55:34 آخر تحديث
  مصر اليوم -

اجتهادات إسلام بحيري

  مصر اليوم -

اجتهادات إسلام بحيري

مكرم محمد أحمد

كنت أفضل لو أن مشيخة الأزهر الشريف استدعت الزميل اسلام البحيرى لتناقش أفكاره فى جلسة سرية أو علنية، بدلا من أن تطلب رفع برنامجه من الخدمة، عبر شركة الاستثمار التى تتولى ادارة المحطات الفضائية اقتصاديا ولا ينبغى أن يكون لها أى علاقة بالرقابة على مصنفات الرأى والابداع!، لأن اسلام البحيرى يحاول أن يجتهد لتقديم رؤية أفضل للنص الدينى بديلا عن الفكر المتطرف، تستند الى العقل الذى طلب منا العلى القدير أن نحسن استخدامه، ونحكمه فيما يختلط علينا من آراء ومواقف ومشكلات ومشاغل، واعتبر سبحانه وتعالى استخدام العقل فضيلة يؤجر صاحبه على حسن استخدامه حتى إن أخطأ فى اجتهاده، متى توافر صدق النيات والرغبة المخلصة فى الحفاظ على مصالح العباد، ولا أظن أن اسلام البحيرى أتى بما لم يأت به الأوائل، لأن تاريخ الفكر الاسلامى فى فترات ازدهاره فتح أبواب الاجتهاد على مصاريعها، وأعطى للعقل حق المفاضلة بين الرأى والرأى الآخر استنادا الى قوة الحجة ورجاحة الرأى، واعتبر المؤمن القوى الذى يعزز ايمانه بالاحتكام الى العقل أفضل من المسلم الضعيف.

لم يضع اسلام البحيرى الى جواره بندقية أومدفعا رشاشا، يهدد به من يخالفونه الرأى أو يجبر مشاهديه على ضرورة التسليم بصحة مايقول أو ينذرهم بعظائم الأمور ان أغلقوا فى وجهه الشاشة رفضا لرؤاه..، ولم يطعن على الاسلام أو يشكك فى رسالته أو يجدف فى وحدانية الله، ولكنه كان يناقش أبعادا فى الفكر الاسلامى يمكن الاختلاف عليها، والفكر الاسلامى فى النهاية عمل انسانى يحتمل الخطأ والصواب، ويقبل النقد والتطوير، والأهم من ذلك أنه يحتاج الى التجديد المستمر كى يبقى دائما فكرا عصريا متطورا غير جامد، لا يعتبر كل بدعة ضلالة!

اننى لا أعفى اسلام بحيرى من احتمالات الخطأ خاصة مع عصبية مزاجه وردود أفعاله التلقائية، ولكننى على يقين بأنه قصد ببرنامجه محاربة الفكر المتطرف، ورفض الخرافة، ومحاولة تقديم تأويل عقلى للنص الدينى يفند ويناقض تأويلات المتطرفين الذين قبحوا صورة الاسلام بجرائمهم الوحشية..، أعرف أن بعض الدعاة يعتبرون اسلام البحيرى دخيلا يكسر احتكارهم للدين، وربما تكون تلك هى جريرته الكبرى، لكن اسلام البحيرى فى أقل الاحتمالات مجتهد له أجران ان أصاب وأجر واحد ان أخطأ.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اجتهادات إسلام بحيري اجتهادات إسلام بحيري



GMT 19:51 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

الموازنة والـمئة دولار !

GMT 09:00 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

هل مع الفيروس الجديد سيعود الإغلاق؟

GMT 08:25 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

التغيير في سورية... تغيير التوازن الإقليمي

GMT 08:24 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

هذه الأقدام تقول الكثير من الأشياء

GMT 08:23 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أحاديث الأكلات والذكريات

GMT 08:23 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

كبير الجلادين

GMT 08:21 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

سوريا... والهستيريا

GMT 08:20 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

جرعة تفاؤل!

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله
  مصر اليوم - إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله

GMT 19:55 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أحمد مكي يخلع عباءة الكوميديا في رمضان 2025
  مصر اليوم - أحمد مكي يخلع عباءة الكوميديا في رمضان 2025

GMT 09:13 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

GMT 00:03 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

بايدن يُكرم ميسي بأعلى وسام في أمريكا

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon