مكرم محمد أحمد
عندما تقول صحيفة نيويورك تايمز فى افتتاحية اخيرة، ان مصر تعيش الان حكما اكثر تسلطا من اسوا ايام الرئيس الاسبق مبارك!، وان السلطات المصرية تشدد قبضتهاعلى الصحافة وتسجن خصومها السياسيين!، وتحارب الميليشيات المسلحة فى المناطق المزدحمة بالسكان فى سيناء، وتستخدم الدبابات الامريكية فى قصف المدنيين هناك!
فان علينا ان نكون اكثر حذرا وحيطة، لا نفرط فى التفاؤل فى إمكان تغيير مواقف الادارة الامريكية، ولا ننتظر منها الكثير بدعوى انها بدأت تتفهم اوضاع مصر الحقيقية!، ولا نقدم حسن النيات على ضرورة اليقظة والحساب الدقيق وتوقع الاسوأ، لان افتتاحية النيويورك تايمز تقول بوضوح إن جوهر الموقف الامريكى لا يزال على حاله، يعمى عن رؤية الحقيقة ولا يريد ان يسمع او يرى سوى ما يريد سماعه ورؤيته!، ولايزال يعتقد ان ما حدث فى مصر كان انقلابا عسكريا، وأن الرئيس السيسى الذى قدم من فوق منبر الامم المتحدة صورة مصر الجديدة التى تحترم الحقوق والحريات، وتضمن التعايش بين جميع مواطنيها دون تمييز لم يلحظ أختلاف الصورة عن الواقع!..،ولهذه الاسباب، وهذا ما تقوله النيويورك تايمز، يحسن ربط تسليم الاسلحة الامريكية لمصر خاصة الطائرات والدبابات بشروط جديدة تؤكد عملا، ان مصر تسير بالفعل على طريق الديمقراطية، الذى يعنى من وجهة نظر النيويورك تايمز الغاء محاكمات قادة جماعة الاخوان وإعادة ادماجهم فى الحياة السياسية دون اعتبار لجرائمهم او حساب لارادة المصريين!.
تجاهلت النيويورك تايمز ما حدث يوم 30 يونيو، وتجاهلت المساندة الشعبية القوية من جانب غالبية المصريين للحكم الراهن ، لتصدر وحدها حكما مطلقا لا يستند إلى أى دليل يتنكرلإرادة الشعب المصرى واجماعه الوطني، ويعمى عن رؤية واقع جديد ينبض بالحياة والتفاؤل، ويصر على ان المصريين يعيشون حالة طغيان جديد لانهم نجحوا فى التخلص من اسوأ حكم دكتاتورى وضع البلاد على حافة حرب أهلية!، وتصل سذاجته إلى حد الاعتقاد بأن المصرين يمكن ان يصدقوا صحيفة النيويورك تايمز بدلا من ان يصدقوا انفسهم ويتنكرون لواقع يعيشونه على مدى الساعة.