مكرم محمد أحمد
رغم اقتناع العالم أجمع بما فى ذلك رؤساء أمريكا والصين وروسيا ومصر، وغيرهم كثيرون يعتقدون أن التسوية السلمية للأزمة اليمنية هى الطريق الأقصر والأقل كلفة وخطرا من هذه الحرب المدمرة فى اليمن التى لا يبدو لها نهاية قريبة،
بسبب عناد الحوثيين الذين استنسخوا لأنفسهم زعيما ديماجوجيا على نمط الشيخ حسن نصر الله زعيم حزب الله فى لبنان، يصور له وهم الزعامة أنه يستطيع هزيمة السعودية والولايات المتحدة والعالم أجمع، ويفرض شروطه على الجميع لأنه مكلف برسالة عليا تملى عليه أن يقود المستضعفين فى اليمن الى أن يتحقق النصر!، ومع الأسف يكاد يكون الحوثيون طوع بنانه، يتبعونه كالقطيع ويصيخون السمع لأوامره بعد أن نجح فى أن يجعل منهم القوة الأكثر خطرا فى اليمن، التى قلبت كل التوازنات القبلية فى فترة غير قصيرة بمساعدة أساسية من الرئيس اليمنى السابق على عبدالله صالح!
ومع أن العناصر الأساسية لتسوية ناجحة للمشكلة اليمنية تكاد تكون معروفة للجميع، بل وربما تتوافق كل الأطراف على معظم بنودها، وأولها انسحاب الحوثيين بأسلحتهم الثقيلة من عدن وعودة السلطة الشرعية الى ممارسة دورها، مقابل الالتزام بعدم تهميش الحوثيين واعتبارهم طرفا أساسيا فى حوار وطنى يستهدف تشكيل حكومة وحدة وطنية، وثانيها التطبيق الصارم والأمين لما ورد فى اتفاقية السلم والشراكة التى وقعها الحوثيون مع 13حزبا يمنيا يوم 21سبتمبر ليلة سقوط صنعاء، وتؤكد انسحاب الحوثيين وجميع الميليشيات من كل المدن اليمنية وتسليم مختلف الأسلحة الثقيلة والمتوسطة الى الدولة، وثالثها التزام دول الخليج بتفعيل مبادرتهم مرة اخرى ونقل السلطة فى اليمن الى رئيس توافقى ترضى عنه كل الأطراف، يكاد يجمع اليمنيون على أن خالد البحاح نائب الرئيس الجديد هو الأصلح للقيام بهذه المهمة، مع التزام السعودية ودول الخليج بمعالجة جذرية لمشكلة اليمن تواجه قضايا الفقر والجوع وتعامل اليمن باعتبارها دولة خليجية، شريطة أن تشارك مصر فى هذه المبادرة لأنها لا تزال موضع ثقة جميع الأطراف فضلا عن تحالفها الوثيق مع السعودية، ولأن كل الأطراف تبحث عن مخرج صحيح من هذه الأزمة يحفظ ماء وجوه الجميع، فربما تكون الظروف الراهنة هى أنسب الأوقات لطرح مبادرة سلمية رشيدة تقبلها كل الأطراف.