مكرم محمد أحمد
العوز أشد خطراً من الفقر لانك يمكن ان تكون فقيرا وكريما على نفسك، ويمكن ان تكون فقيرا ومحترما تحرص على الستر،
وتحافظ على انسانيتك لا تبتذلها ولا تهينها..،وما اكثر هؤلاء الطيبين فى المجتمع المصرى تحسبهم اغنياء من التعفف، لكن العوز شيء مختلف لانه مع العوز تتبدد الكرامة الانسانية وتتحلل الارادة الحرة، ويصبح كل شيء قابلا للبيع وللايجار بما فى ذلك الصوت الانتخابى لقاء زجاجة زيت او كيسين من دقيق وسكر!.
وقد كان العوز حليفا دائما لجماعة الاخوان المسلمين يجند لهم فى كل موسم انتخابى اصوات المعوزين الذين يشكلون نسبة غير قليلة تقارب نصف فقراء مصر، يدفعهم الاملاق إلى العوج ويرفع عنهم كل صور الحرج المتعلقة بالشرف والاستقامة!، وعلى عكس الجماعة يشكل العوز واحدا من اول الاهداف التى يخطط برنامج المشير السيسى الانتخابى للقضاء عليه، بل لعل السيسى يكون اول من التقط هذا المصطلح الذى يعنى شيئا آخر غير الفقر، والمشحون بكل صور البؤس والحاجة وقلة الحيلة من وسط أنين الشعب المصري، ليضعه ضمن برنامجه السياسى والاقتصادي، تعبيرا صادقا عن حال فئات غير قليلة من الشعب، تجد فى الانتخابات المصرية موسم ارتزاق وسبوبة عيش!.
والواضح من اصرار المرشح السيسى على القضاء على كل صور العوز قبل نهاية فترة حكمه الاولي، انه يعرف جيدا حجم الارتباط بين العوز والكرامة، كما يعرف خطورة ان يطال العوز اكثر من 12 مليون شاب مصرى فى عمرالزهور يعانون البطالة، كان يمكن ان يكونوا قوة هائلة لوطنهم، لكن العوز دفع بعضهم إلى امتهان حرفة التمرد والخروج على القانون، يوظفون انفسهم لتخريب منشآت التعليم ومؤسسات الدولة بالمقاولة أوالايجار، وإذا كان تشجيع المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر التى تحتاج إلى رءوس اموال محدودة يمكن ان تدر ربحا حلالا مضمونا، يمثل احد الاسلحة المهمة فى الحرب على العوز خاصة مع زيادة اعداد المرأة التى تعول، فإن شباب مصر يستحقون فرص عمل حقيقية ترضى كرامتهم، وتؤكد حقهم على وطنهم، وتلبى حاجتهم الشديدة إلى تحقيق ذواتهم.
"الأهرام"