توقيت القاهرة المحلي 03:17:00 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الموت البرلماني باسفكسيا الخنق!

  مصر اليوم -

الموت البرلماني باسفكسيا الخنق

مكرم محمد أحمد

رغم الجهود التى يبذلها القائمون على قائمة ( فى حب مصر) ومحاولة تحسين صورة مشروعهم السياسى لتشكيل ائتلاف برلمانى يوسع قاعدة المؤيدين للدولة ونظام الحكم داخل البرلمان، بحيث تضم اكثر من 400 نائب من مجمل اعضاء النواب الذين يبلغ عددهم 526نائبا، لكن الواضح منذ البداية ان التحسين يستهدف فقط الشكل دون الجوهر، من خلال محاولة تغيير اسم الائتلاف الذى احتكر مهمة دعم الدولة لصالحه، واعتبر الباقين من النواب خصوما دون اى مسوغ سياسي!، وقد يكون صحيحا ان فكرة تشكيل ائتلاف برلمانى اوسع من حجم قائمة (فى حب مصر) عمل قانونى سليم يصعب الطعن عليه، لان الائتلافات الحزبية والبرلمانية حق قانونى راسخ ومشروع، سواء كانت لصالح الموالاة او المعارضة.

لكن تشكيل مثل هذا الائتلاف فى ظروفنا الراهنة يشكل خطأ بالغا، وربما يمثل خطرا حقيقيا على تجربة ديمقراطية وليدة، تتعرض فى مهدها لعملية وأد متعمد بنوع من اسفكسيا الخنق!، بسبب الآلية الميكانيكية التى يمكن ان تلجأ إليها الاغلبية فى عملها البرلمانى والتى يمكن ان تقتل كل مبادرة اصلاح حقيقية لا تروق للسلطة التنفيذية!، لنعود مرة أخرى إلى استنساخ برلمانات مبارك، بينما المطلوب من التجربة البرلمانية الجديدة ان تستثمر هذا التنوع المحمود فى عضوية البرلمان الذى مكن الاقباط من 26مقعدا، وجعل للمرأة لاول مرة فى تاريخ مصر 72مقعدا، ومكن الاحزاب جديدها وقديمها من الحصول على 43% من المقاعد.

واعطانا رغم انخفاض نسبة الحضور مؤشرات عديدة تؤكد ان المصريين يستحقون ديمقراطية صحيحة ومكتملة، عندما انحازوا للنائب سمير غطاس فى دائرة مدينة نصر رغم الملايين التى انفقت لشراء الاصوات!، واثبتوا انهم نسيج وطنى واحد عندما اختار حى الجمالية اكثر دوائر القاهرة شعبية ومنشاة ناصر اكثرها فقرا، النائبة منى جاب الله القبطية دينا والمسلمة وطنا كما كان يقول مكرم عبيد، فضلا عن عشرات الامثلة الاخرى تكشف حسن تمييز الشعب المصري..، وفى ظل هذه التنوع فان الافضل والاصوب والاصلح لمصر والرئيس السيسى ان نهيئ المناخ الصحيح الذى يساعد على ان تتفتح كل الازهار فى حديقة الديمقراطية دون ان نتعجل اصطناع اغلبية برلمانية من خلال ولادة قيصرية، يمكن ان تؤدى إلى موت البرلمان باسفكسيا الخنق، لنعود مرة اخرى نشكو من تسلط الامر الواقع، وفقر الحس الوطنى وغياب الناخبين عن صناديق الانتخاب!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الموت البرلماني باسفكسيا الخنق الموت البرلماني باسفكسيا الخنق



GMT 03:17 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

مسمار جحا

GMT 03:14 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

جمال بدوي محارب قديم!

GMT 03:04 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

بين عامَى 2024-2025

GMT 02:55 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

شراسة بلوزداد بعد مباراة القاهرة!

GMT 02:50 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

لقاء العمالقة؟!

GMT 02:48 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

ديليسبس..مرة أخرى؟!

GMT 02:47 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

رسالة إلى د. مدبولى!

GMT 02:46 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

الكتاتيب ودور الأزهر!

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:42 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
  مصر اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 10:08 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
  مصر اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 09:50 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
  مصر اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 14:55 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 07:29 2020 الأربعاء ,17 حزيران / يونيو

ارمينيا بيليفيلد يصعد إلى الدوري الألماني

GMT 13:03 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

"فولكس فاغن" تستعرض تفاصيل سيارتها الجديدة "بولو 6 "

GMT 18:07 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب الإيطالي يتأهب لاستغلال الفرصة الأخيرة

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 22:13 2024 الجمعة ,07 حزيران / يونيو

بسبب خلل كيا تستدعي أكثر من 462 ألف سيارة

GMT 00:02 2023 الجمعة ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات فولكس فاغن تتجاوز نصف مليون سيارة في 2022
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon