مكرم محمد أحمد
اذا صحت التقارير التى ناقشها أخيرا مجلس الشيوخ الأمريكى فى لجنة استماع خاصة، تتحدث عن نمو متصاعد لتنظيم داعش داخل ليبيا، ووجود معسكرات لتدريب كوادرها غرب البلاد فى محيط العاصمة طرابلس وشرقا فى محيط بنى غازي،
اضافة الى وجود خطط جاهزة لتحويل مدينة درنة على مسافة 75كيلومترا من الحدود المصرية التى يلجأ اليها عادة قيادات جماعة الإخوان الهاربة من مصر الى مقر لداعش، يخضع للسيطرة المباشرة لأبو بكر البغدادى الذى نصب نفسه أميرا للمؤمنين وخليفة للمسلمين، يصبح من الواضح أن مصر هى الهدف الأول والأخير لهذه الخطط، وأن المؤامرة على مصر مستمرة تستهدف تبديد استقرارها واستنزاف جهودها، وما من حل أخر سوى أن تكون مصر جاهزة لاجهاض هذه المؤامرة وافشالها مهما يكن الثمن.
واذا صح أيضا ما نشرته الصحف الأمريكية من أن الولايات المتحدة تبدى قلقا متزايدا من هذا التطور الخطير فى ليبيا، وتتابعه عن قرب على مدار الساعة، وتخطط لاحتمالات توسيع حملتها على داعش لتشمل فى الوقت المناسب ليبيا الى جوار سوريا والعراق، يصبح من واجب مصر دفاعا عن أمنها الوطنى أن ترتب أوضاعها الداخلية لمواجهة هذه الأخطار الثقيلة داخل وخارج حدودها، كما يصبح لزاما على الدولة المصرية أن تعلم شعبها منذ الأن بحجم هذا الخطر واحتمالاته، وترسم خططها للدفاع عن أمنها بعيدا عن مخططات واشنطن التى ربما تجد مصالحها فى أن تصبح داعش فزاعة على حدود مصر الغربية تشتت جهدها!، كما يصبح من مسئولية مصر ودول الجوار الليبى خاصة الجزائر والسودان وتشاد وتونس الحيلولة دون تدخلات عسكرية خارجية فى الشأن الليبي، تتم خارج الأمم المتحدة وبمعزل عن الجامعة العربية والاتحاد الافريقي، ودون تحديد واضح لاهدافها تشارك فيه دول الجوار الليبي، كى لا يتكرر ما حدث عام 2011 عندما نظمت الولايات المتحدة حملة الناتو على ليبيا لاسقاط حكم القذافي، لكن الناتو والولايات المتحدة نفضتا أيديهما من الشأن الليبى بعد سقوط القذافي، الأمر الذى أدى الى تفكيك الدولة الليبية وسيطرة العصابات المسلحة على مقدرات البلاد التى تقف الأن على مشارف حرب أهلية!