مكرم محمد أحمد
لن يحدث الغزو البري الاسرائيلي لقطاع غزة كما يتوقع كثيرون، وأغلب الظن ان الطرفين، اسرائيل وحماس،
سوف يقبلان العودة إلي التهدئة تحت ضغوط الامريكيين الذين يرون ان إسرائيل حققت اهدافها وفرضت العقاب الجماعي علي قطاع غزة، واحدثت هذا الحجم الضخم من الخسائر الفلسطينية دون وقوع خسائرتذكر في الجانب الاسرائيلي، كما يعتقدون ان تورط الاسرائيلين في عملية الغزو البري للقطاع. ربما تؤدي إلي تغييرغير مطلوب في حصاد المعركة التي تكاد تنتهي بسقوط مائة شهيد فلسطيني بينهم نسبة غير قليلة من كوادر كتائب القسام وتدمير عشرات المنازل، مقابل صفر من الضحايا علي الجانب الاسرائيلي.. صحيح ان حماس والجهاد اطلقتا ما يقرب من 500 صاروخ وصل بعضها إلي تل أبيب والقدس وحيفا في الشمال، وإلي أشدود وعسقلان وبئر سبع وديمونة في الجنوب وهو كسب معنوي ضخم، لكن النتائج داخل إسرائيل شىء مختلف، لاخسائر تذكر او يمكن مقارنتها بنتائج القصف الجوي والبحري والارضي لقطاع غزة!
وأغلب الظن ان تحث واشنطن قطر او تركيا لاسباب في نفس يعقوب للقيام بدور الوساطة وانجاز اتفاق تهدئة غير متكافئ، لن يلبث ان يخترقه اي من الجانبين،حماس أو إسرائيل، ليعاودان الكرة من جديد في دورة شريرة رابعة يدفع الفلسطينيون وحدهم ثمنها الباهظ، دون ان تتمكن حماس او إسرائيل من تحقيق حسم نهائي، ودن ان يقع اي تقدم سياسي يساعد علي انجاز تسوية شبه عادلة للقضية.
ومع الرغبة في عدم التدخل في شئون حماس،فان الحصاد النهائي لهذه المواجهة الرابعة يكاد يكون تكرارا لحصاد معارك 2008 و2012و2013، بما يلزم حماس بأن تسأل نفسها ان كانت تمارس حقا مقاومة حقيقية للاحتلال الاسرائيلي، ام انها تمارس نوعا من الانتحار الشجاع، لان المقاومة المسلحة في اي حركة تحرر وطني لابد ان تكون انتقائية تحسن اختيار توقيت معاركها، وتحرص علي ان تكون خسائر العدو أكبر من خسائرها كي تضمن لنفسها التواصل والاستمرار، وتوفر ظروفا جديدة تفرض علي العدو التسوية العادلة، لكن شيئا من ذلك لم يتحقق مع الاسف في كل معارك حماس.