توقيت القاهرة المحلي 04:57:09 آخر تحديث
  مصر اليوم -

انجاز شعبى يفصل بين الدين والسياسة

  مصر اليوم -

انجاز شعبى يفصل بين الدين والسياسة

مكرم محمد أحمد

إن كانت إدارة الانتخابات البرلمانية فى مرحلتها الأولى قد شابها بعض أوجه القصور السياسية والإدارية التى أدت إلى ضعف الاحتشاد أمام صناديق الانتخابات، بسبب اضطراب تنظيم القوائم، وضعف الاحزاب المدنية، وتغيير الحكومة قبل أسابيع محدودة من يوم الانتخاب، وغياب عناصر المنافسة وتأجيل الانتخابات أكثر من مرة، وضعف فرص تعرف الناخبين على المرشحين، والاعتماد شبه المطلق على قدرة الرئيس السيسى على حث الناخبين على الخروج، والإخفاق المريع فى تحسس نبض الشارع المصري..، إن كانت تلك أسباب القصور فلقد أثبتت هذه الانتخابات على الناحية الأخرى قدرة المصريين الفائقة على التعلم من تجاربهم السابقة، بحيث لم يعد سهلا أن يصابوا من الجحر ذاته مرتين، كما أثبتت حماسهم الشديد للفصل بين الدين والسياسة، واقتناعهم العميق بأن جماعة السلفيين صنو لجماعة الإخوان المسلمين وصنو لكل تنظيمات الإسلام السياسى التى تجعل من الدين مطية للوثوب على السلطة .

 وما من شك أن الإخفاق الشديد الذى منى به حزب النور على مستوى الجمهورية وفى مناطق الاسكندرية وغرب الدلتا التى يعتبرها الحزب معاقله الأساسية يثبت أن المصريين أكثر ذكاء ووعيا، واكثر التزاما من حكومتهم بالمبدأ الدستورى الذى يرفض قيام الاحزاب على أسس دينية، واكثر حنكة من خداع السلفيين الذى قدموا فى حملتهم الانتخابية وجها كاذبا لحزب ليبرالى يعادى حلفاءه السابقين من جماعة الاخوان، ويصطف إلى جوار ثورة يونيو!، ويبدى حماسا شديدا لحكم السيسى فى عملية نفاق خبيث تخفى اهداف الحزب ومآربه!. 

لقد بالغ السلفيون فى تقدير حجمهم داخل المجتمع حتى ظن الكثيرون أن تحت القبة شيخا فإذا بها فارغة تنطوى على قبض الريح!، وأظن أن هذا العدد المحدود من السلفيين الذى يدخل انتخابات الإعادة يؤكد أن آمالهم فى الحصول على 30% من مقاعد البرلمان القادم لغو وهجص شديد!، وان حصادهم النهائى سوف يكون جد متواضع، ومن واجب الحكومة فى ضوء هذا النتائج أن تتقدم بمشروع قانون جديد إلى البرلمان القادم يلزم حزب النور أن يقتصر فى اعماله وبرنامجه على الدعوة الدينية احتراما لبنود الدستور التى التزم بها الشعب المصري، وإذا كانت نسبة الحضور الضعيف إلى صناديق الانتخابات فى المرحلة الأولى تعكس الإخفاق الإدارى والسياسى للقائمين على العملية الانتخابية لأنهم لم يحسنوا أستثمار الظروف والدوافع المواتية، فإن الفشل الذريع الذى منى به حزب النور يعكس نجاح المصريين الباهر فى رفض تيارات الإسلام السياسى والفصل بين الدين والسياسة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

انجاز شعبى يفصل بين الدين والسياسة انجاز شعبى يفصل بين الدين والسياسة



GMT 03:46 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

بائع الفستق

GMT 03:44 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

على هامش سؤال «النظام» و «المجتمع» في سوريّا

GMT 03:42 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

دمشق... مصافحات ومصارحات

GMT 03:39 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

السعودية وسوريا... التاريخ والواقع

GMT 03:37 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

ورقة «الأقليات» في سوريا... ما لها وما عليها

GMT 03:35 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

امتحانات ترمب الصعبة

GMT 03:33 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

تجربة بريطانية مثيرة للجدل في أوساط التعليم

GMT 03:29 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

موسم الكرز

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:42 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
  مصر اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 10:08 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
  مصر اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 09:50 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
  مصر اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 14:55 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 07:29 2020 الأربعاء ,17 حزيران / يونيو

ارمينيا بيليفيلد يصعد إلى الدوري الألماني

GMT 13:03 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

"فولكس فاغن" تستعرض تفاصيل سيارتها الجديدة "بولو 6 "

GMT 18:07 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب الإيطالي يتأهب لاستغلال الفرصة الأخيرة

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 22:13 2024 الجمعة ,07 حزيران / يونيو

بسبب خلل كيا تستدعي أكثر من 462 ألف سيارة

GMT 00:02 2023 الجمعة ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات فولكس فاغن تتجاوز نصف مليون سيارة في 2022
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon