مكرم محمد أحمد
تستحق الشرطة والأمن المصرى عاطر التحية على نجاحهما فى كشف أبعاد جريمة اغتيال المستشار هشام بركات النائب العام السابق،
التى وضح من خلال تفاصيل الاعترافات التى تم اعلانها امس، ان كوادر جماعة الاخوان المسلمين وعلى رأسهم الطبيب يحيى السيد موسى المتحدث الرسمى باسم وزارة الصحة فى حكومة محمد مرسى هم الذين نظموا ورتبوا جريمة الاغتيال، من خلال تعاونهم الوثيق مع منظمة حماس التى تولت تدريب القتلة، فى إطار مخطط إجرامى اخذت جماعة الإخوان المسلمين على عاتقها مسئولية تنفيذه بعد ان نجحت الضربات الاستباقية المتواصلة لمنظمة أنصار بيت المقدس فى سيناء فى تعويق جهود التنسيق المشترك بين جماعة الإخوان والتنظيم الإرهابي.
فضلا عن عوامل اخرى مهمة حفزت جماعة الإخوان على أن تمارس بنفسها ومن خلال كوادرها ارتكاب جرائم الارهاب، لعل أهمها الانشقاقات الاخيرة التى حدثت فى بنية الجماعة التنظيمية وأفرزت تشكيلات عصابية جديدة أكثر تطرفا، تحارب معركة بقاء ووجود بعد ان وضح للجماعة ان فرص عودتها مرة أخرى شريكا فى الحياة السياسية تكاد تكون مغلقة بالضبة والمفتاح لأجل زمنى يمكن ان يطول عقودا، لان المصريين باتوا يبغضون الجماعة حتى العظم، ويرفضون على نحو يكاد يكون مطلقا المصالحة معها، وإن لم يغلقوا ابواب التوبة والعودة فى وجه كل من لم يلوث يديه بدماء المصريين ولم يرتكب اثما كبيرا فى حق وطنه.
صحيح ان الذين درسوا تاريخ الجماعة وفكرها ومناهج قيادتها ابتداء من حسن البنا وسيد قطب إلى الجيل الأخير من قياداتها المحافظين الذين ينتمى معظمهم إلى الجهاز السرى للجماعة، كانوا على يقين من أن جماعة الإخوان هى فى الجوهر جماعة تكفيرية تنحاز فكرا وعملا للعنف تحمل وجهين، وجه علنى يتم تصديره فى مهام الدعوة ووجه آخر أشد قبحا يتمثل فى التنظيم السرى لا يتورع عن ارتكاب جرائم القتل والتدمير!، إلا ان الجماعة نجحت عبر شبكتها الاجتماعية والدولية الواسعة فى تصدير خطاب منافق إلى العالم الخارجي، يعطيها زورا صورة منظمة معتدلة فى اخطر عملية خداع وقعت فيها قوى دولية عديدة!.
وأظن أن القيمة الكبرى لضربة الامن الأخيرة التى تمكنت بعد 9شهور من ضبط كل عناصر الخلية الإجرامية داخل جماعة الإخوان، إنها مزقت هذا القناع المخادع، وفضحت بالاعترافات والادلة وعلى نحو موثق صوتا وصورة حقيقة الجماعة كتنظيم إرهابى لا يتورع عن استخدام أخس جرائم القتل تحقيقا لأهدافه.