توقيت القاهرة المحلي 22:43:09 آخر تحديث
  مصر اليوم -

بيان متوازن يلغى بعضه بعضًا

  مصر اليوم -

بيان متوازن يلغى بعضه بعضًا

مكرم محمد أحمد

ما أعطاه الرئيس أوباما باليمين لدول الخليج فى قمة كامب ديفيد أخذه باليسار..،صحيح ان البيان المشترك الذى صدر عن الجانبين يردع إى عدوان خارجى يستهدف دول الخليج، ويدين سلوك طهران فى المنطقة الذى لا يخدم الأمن والاستقرار، لكن اوباما اكد ان الامر يحكمه طريقان متوازيان، وان على دول الخليج ان تنهض بمسئوليتها فى هذا المجال، وتصحح علاقاتها مع إيران!، وتساعد واشنطن على إعادة دمج طهران فى الحياة السياسية للشرق الاوسط، فضلا عن سعادته الفائقة بان دول الخليج قد أعلنت قبولها للتسوية السلمية للملف النووى الايرانى باعتبارها طريقا مهما لتحقيق أمن الشرق الأوسط واستقراره!.

كان الخليجيون يتوقعون معاهدة مكتوبة وموثقة تمد مظلة الأمن الامريكى إلى دول الخليج الست كما هو الحال مع اليابان، ثم هبط سقف التوقعات إلى حدود وعد بمعاملة دول الخليج معاملة دول حلف الاطلنطي، لان المعاهدة الأمنية الموثقة تحتاج إلى تصديق الكونجرس وسوف يعارضها الجمهوريون!، ثم هبط سقف التوقعات مرة ثانية بما يجعل التطمينات الامريكية جزءا من خطاب رئاسى يوقعه أوباما، رغم ان الخطاب الرئاسى لاينطوى على درجة الالتزام ذاتها التى تنطوى عليها المعاهدة الأمنية، ومع ذلك هبط سقف التوقعات مرة ثالثة لتتمخض الاجتماعات عن بيان مشترك صدر عن قمة كامب ديفيد، يوازن المواقف والمشاكل بصورة يكاد يلغى بعضها بعضا، فهو ضد توجهات إيران العدوانية التى تشكل مصدر قلق حقيقى لدول الخليج، لكنه لا يريد عزل إيران او عقابها او تهديدها او فرض شروط مسبقة على سياساتها!، على العكس يطلب ادراج إيران ضمن امن الشرق الاوسط، وتحسين العلاقات معها، بدعوى ان الاتفاق النووى سوف يعزز تيار الاعتدال داخل الحوزة الايرانية الحاكمة، وهو أمر لا يقوم عليه اى دليل حقيقي، خاصة بعد ان لمست دول الخليج حجم التغير الذى طرأ على سياسات طهران بعد ان تمكنت من السيطرة على أوضاع العراق، وسعيها الحثيث إلى تسليح الحوثيين

ومع الأسف لم تشر واشنطن فى البيان المشترك إلى التزام واضح ومحدد يدفع الحوثيين إلى مغادرة المدن وتسليم اسلحتهم الثقيلة على العكس منحتهم حق الحصول على الاغاثة فى مواقعهم التى يرابطون فيها..،وإذا كانت واشنطن تقتصر فى مطالبها من دول الخليج على ضرورة مصالحة إيران، افلا يصبح من المنطقى أن نسأل انفسنا، لماذا تتم المصالحة عبر الوسطاء، إن كان فى الإمكان وقوع حوار مباشر، ربما تحكمه أخوة الجوار الجغرافى وأخوة الدين.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بيان متوازن يلغى بعضه بعضًا بيان متوازن يلغى بعضه بعضًا



GMT 15:32 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

سوريا.. التاريخ والسياسة

GMT 15:30 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

الفائزون فى 3 مباريات

GMT 09:30 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

ويْكَأن مجلس النواب لم يتغير قط!

GMT 08:32 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

الثلج بمعنى الدفء

GMT 08:29 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

فرنسا وسوريا... السذاجة والحذاقة

GMT 08:27 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

التكنوقراطي أحمد الشرع

GMT 08:25 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

جدل الأولويات السورية ودروس الانتقال السياسي

GMT 08:23 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

ليبيا: لا نهاية للنفق

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 15:58 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة بالروسي
  مصر اليوم - نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة بالروسي

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 01:15 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل ألعاب يمكن تحميلها الآن على هاتف الآيفون مجانا

GMT 06:21 2019 السبت ,19 كانون الثاني / يناير

نوبة قلبية تقتل "الحصان وصاحبته" في آن واحد

GMT 22:33 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد ممدوح يوجه الشكر للجامعة الألمانية عبر "انستغرام"

GMT 16:44 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمن المركزي يحبط هجومًا انتحاريًا على كمين في "العريش"

GMT 03:36 2018 الجمعة ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"طرق التجارة في الجزيرة العربية" يضيف 16 قطعة من الإمارات

GMT 01:03 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل العيش السوري او فاهيتاس بسهولة فى البيت

GMT 08:12 2018 الثلاثاء ,11 أيلول / سبتمبر

ليدي غاغا تُظهر أناقتها خلال العرض الأول لفيلمها

GMT 16:10 2018 السبت ,01 أيلول / سبتمبر

جماهير روما تهاجم إدارة النادي بعد ضربة ميلان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon