مكرم محمد أحمد
يختلف المصريون كثيرا حول 25يناير، لكن الثابت الذى يتفق عليه الجميع ان 25 يناير لا يزال عيدا للشرطة المصرية،
يحيى ذكرى صمود نفر محدود من الرجال البواسل، صمدوا بأسلحتهم الصغيرة من بنادق الانفيلد العتيقة حتى النفس الاخير، فى مواجهة قوة مدرعة بريطانية مددجة بالسلاح الثقيل،حاصرت مخفرهم فى مدينة الاسماعيلية فى نهاية ايام الاحتلال البريطاني.
ولا تزال تضحيات رجال الشرطة دفاعا عن أمن وأرواح وممتلكات المصريين ضد الجريمة والخارجين على القانون تجسد ملحمة شجاعة تقدم فيها الشرطة كل يوم تضحيات غالية، بلغت ذروتها فى الحرب على الارهاب التى تواصلت على امتداد اكثر من 35عاما، بدأت فى ثمانينيات القرن الماضى فى مواجهة الجماعة الاسلامية التى خرج معظمها من تحت معطف جماعة الاخوان المسلمين التى ابتدعت العنف والارهاب والخلط المشين بين الدين والسياسة، واستمرت ما يقرب من عقدين قبل ان تعلن الجماعة الاسلامية وقف العنف من جانب واحد، لكن الحرب لم تكد تنتهى حتى اشعلها من جديد تحالف جماعة الاخوان المسلمين مع كل منظمات الارهاب بعد سقوط حكم المرشد والجماعة! وبرغم تهديدات جماعة الاخوان الزاعقة التى تتجدد بين الحين والآخر، لم تحقق الجماعة سوى فشل ذريع وضعها فى مواجهة حائط مسدود لان الشعب المصرى بات يبغضها ويرفضها حتى العظم، لايستطيع ان ينسى او يغفر لها جرائمها الفادحة. فى عيد الشرطة الاخير كرم الرئيس السيسى عددا من شهدائها البواسل، ضمت مجموعة كبيرة من اللواءات واصحاب الرتب الكبيرة بصورة تعكس خطورة المعركة وابعادها، واستمع جيدا لأرامل وامهات وآباء الشهداء، ودعا عددا من ابنائهم واطفالهم ليكونوا سنده وظهيره وهو يطلب من الشعب المصرى المزيد من التضحية والصمود، لان المعركة ربما تطول، لانها معركة وجود تدافع فيها مصر عن وجودها وامنها واستقرارها، كما تدافع عن امن عالمها العربى وسلام العالم اجمع...، فى خضم هذه المعركة ولدت شرطة مصرية جديدة تقف إلى جوار شعبها، وتلتزم حدود القانون، وتحترم حقوق الانسان، يربطها بشعبها علاقات ود واحترام، وتشكلت قوة صمود صلبة تضم الشرطة والقوات المسلحة فى تحالف غير مسبوق تسانده كل قوى الشعب وكل مؤسسات المجتمع المدنى جعل الشرطة والجيش والشعب، يدا واحدة قادرة على الحاق هزيمة ساحقة بكل جماعات الارهاب الذين يناصبون مصر العداء،ابتداء من جماعةالاخوان المسلمين إلى القاعدة وداعش.