مكرم محمد أحمد
ماذا كسب المسلمون من جريمة تشارلى ابدو؟!، ولماذا يتحتم على الدول الإسلامية والعربية المشاركة فى أى جهود دولية جادة تستهدف اجتثاث جذور هذه الجماعات المتطرفة واولها داعش،
وتجفيف منابعها المالية، واعلان الحرب عليها إلى يوم الدين دفاعا عن صحيح الاسلام الذى يرفض القتل والتدمير ويؤكد حرية الاعتقاد ووحدة الاديان.
كانت تشارلى ابدو المجلة الساخرة توزع بالكاد 50ألف نسخة، الآن تطبع مليون نسخة!، وكانت وحدها هى التى تحرص على نشر رسوم كاريكاتورية تسىء إلى الاسلام، والآن تتنافس عشرات المجلات ومئات الصحف فى نشر هذه الرسوم المسيئة اثباتا لشجاعتها وحقها فى حرية الرأى والتعبير، لكن الأخطر من ذلك ان سبعة ملايين مسلم يعيشون فى فرنسا يمثلون أكبر تجمع إسلامى فى الدول الأوروبية، مواطنين آمنين يتمتعون بكل حقوق المواطنة رغم تهميش مصالح فئات عديدة منهم، لكنهم لا يعانون أيا من صور الاضطهاد الديني، لهم مساجدهم ويملكون الحق فى ممارسة عباداتهم، وتعترف الدولة والمجتمع الفرنسى بكافة حقوقهم السياسية بما فى ذلك حق الترشيح والانتخاب!، والان تجتاح المسلمين الفرنسيين موجة رعب خوفا من الاذى الذى يلاحقهم كل يوم، فى صورة تهديدات تطول شخوصهم ومساجدهم، ودعوات بالانتقام تقودها احزاب اليمين الاوروبية لاجبارهم على الهجرة، وشعارات عنصرية بغيضة تلطخ جدران مساجدهم تدعوهم إلى الرحيل،مع عشرات المظاهرات المعادية التى تطوف المدن الاوروبية احتجاجا على اسلمة اوروبا!،فضلا عن مشاعر العداء والكراهية ضد الدين الاسلامي، وتصويره زورا على انه يدعو إلى العنف ويحض على الارهاب، ويكره الآخر ويرفض حرية الرأى والتعبير..، ووسط هذا المناخ المسموم، تنشط جماعات اليهود كى يصبح الاسلام فى نظر الاوروبيين المصدر الاول للعنف والكراهية، ويعلن روجر كويكرمان رئيس المجالس اليهودية فى فرنسا ان الدولة الفرنسية تعانى من حرب جهادية يقودها الاسلام تستهدف الغرب واليهود وتركز على الصحفيين وحرية التعبير!،بل ثمة متعصبون اشد خطرا يدعون إلى حرب دينية تخلص أوروبا من طوائف المسلمين وتجبرهم على العودة إلى أراضيهم، لان الدين الإسلامى ينطوى على جنوج متزايد تجاه العنف، يصعب معه ان يندمج المسلمون فى الحياة الغربية او يحسنون التعايش مع قيمها، رغم وجود آلاف العقلاء من الدعاة والأئمة الذين يعلنون بوضوح كامل رفضهم لجرائم هذه الجماعات المتطرفة.