توقيت القاهرة المحلي 03:55:34 آخر تحديث
  مصر اليوم -

دبلوماسية الصيد في الخارجية المصرية

  مصر اليوم -

دبلوماسية الصيد في الخارجية المصرية

مكرم محمد أحمد

رغم أن الخارجية المصرية أصدرت على امتداد العامين الأخيرين أكثر من 55 تحذيرا الى الصيادين المصريين الذين يخرقون قواعد القانون الدولى،

 ويقامرون بالصيد فى المياه الاقليمية لعدد من الدول العربية، بينها ليبيا وتونس والجزائر والسودان واليمن واريتريا، تصادر مراكبهم وتحكم عليهم بالسجن اضافة الى غرامات بالغة الكلفة، فضلا عن المخاطر التى يتعرض لها هؤلاء الصيادون لوجودهم فى مناطق مضطربة، يسيطر على بعضها الجماعات المسلحة المتطرفة، ويشهد بعضها الاخر نزاعات اقليمية مع دول الجوار تجعل مراكب الصيد المصرية فى مرمى نيران الأطراف المتصارعة!

لم يمتثل الصيادون المصريون لأى من هذه التحذيرات رغم تكرارها، ولاتزال مراكبهم تخرج من الشواطئ المصرية تحت أعين حرس الحدود والسواحل فى رحلات مستمرة الى سواحل هذه الدول تنتهى فى الأغلب بمأساة كبيرة، خاصة عند سواحل مصراتة الليبية حيث تسيطر الجماعات المسلحة على الميناء والمدينة، وفى مناطق السواحل اليمنية حيث تجرى الحرب بين الحوثيين وتحالف السعودية، وفى ساحل اريتريا حيث يسود التوترالعلاقات مع أثيوبيا، وتتأهب قوات الجانبين لاطلاق الرصاص على كل من يحاول اختراق المياه الإقليمية.

وترصد تقارير الخارجية المصرية مئات الحوادث التى يترتب عليها احتجاز مئات الصيادين المتهمين باختراق المياه الاقليمية والصيد الجائر وعدم الحصول على أية تراخيص تمكنهم من الصيد فى هذه السواحل، يخضع معظمها لمحاكمات قانونية تنتهى بمصادرة المراكب ودفع غرامات باهظة، تضع الدبلوماسية المصرية فى وضع بالغ الحرج خاصة مع تكرار هذه الحوادث التى يجرمها القانون الدولى، صحيح أن القنصليات المصرية مسئولة عن حماية مصالح المصريين فى الخارج، لكن ماذا يكون موقف الدبلوماسية المصرية ان كان الصيادون المصريون يعاودون اختراق المياه الأقليمية ويرتكبون جرائم تخضع لطائلة القانون، وربما يكون مع الصيادين المصريين الذين يشكون فقر السواحل المصرية وقلة ثروتها السمكية رغم امتدادها الكبير على سواحل البحرين الأبيض والأحمر ورغم وجود بحيرة السد العالى بمساحتها الشاسعة بعض العذر، الأمر الذى يتطلب رؤية شاملة تواجه الفشل الذريع فى تنمية الثروة السمكية وتعالج الفقر الفادح للسواحل المصرية، وتجد بدائل حقيقية تساعد الصيادين المصريين على أرزاقهم بدلا من المقامرة على حياتهم فى مناطق مضطربة تعج بالحرب والفوضى.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دبلوماسية الصيد في الخارجية المصرية دبلوماسية الصيد في الخارجية المصرية



GMT 19:51 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

الموازنة والـمئة دولار !

GMT 09:00 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

هل مع الفيروس الجديد سيعود الإغلاق؟

GMT 08:25 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

التغيير في سورية... تغيير التوازن الإقليمي

GMT 08:24 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

هذه الأقدام تقول الكثير من الأشياء

GMT 08:23 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أحاديث الأكلات والذكريات

GMT 08:23 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

كبير الجلادين

GMT 08:21 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

سوريا... والهستيريا

GMT 08:20 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

جرعة تفاؤل!

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله
  مصر اليوم - إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله

GMT 19:55 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أحمد مكي يخلع عباءة الكوميديا في رمضان 2025
  مصر اليوم - أحمد مكي يخلع عباءة الكوميديا في رمضان 2025

GMT 09:13 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

GMT 00:03 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

بايدن يُكرم ميسي بأعلى وسام في أمريكا

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon