مكرم محمد أحمد
من المفارقات ان يشتد الطلب علي جرائم الارهاب بسبب المنافسة المتصاعدة بين داعش والقاعدة سباقا علي زعامة جماعات الارهاب،
والسباق المحتدم بين ايمن الظواهري أمير القاعدة وأبوبكر البغدادي الذي سمي نفسه خليفة المسلمين علي زعامة الامة الاسلامية رغم أن الاثنين من عتاة الاجرام!، بعد ان اعلن المتحدث باسم تنظيم القاعدة في اليمن،ان جريمة ابدو تمت بأوامر مباشرة من المفضال أيمن الظواهري أميرالقاعدة وبتوصية من مؤسس التنظيم بن لادن، وان قيادة القاعدة هي التي اختارت الهدف وخططت لتنفيذه ومولت العملية التي تشكل نقطة تحول تاريخي في العالم!.
وبرغم تضارب الانباء حول اي من الاخوين كواتشي، الاكبرسيد والاصغر شريف هو الذي ذهب إلي اليمن عام 2011،وتدرب هناك علي جرائم الارهاب تحت قيادة انور العولقي اليمني من اصل امريكي الذي قاد تنظيم القاعدة خلال هذه الفترة، فالثابت بالفعل ان احد الاخوين قضي عدة اشهر في اليمن قبل ان يعود إلي فرنسا يحمل تمويلا جاوز عشرة آلاف دولار ليقضي ما يقرب من عامين في حالة خمول،لا يمارس ايا من انشطة العنف والارهاب قبل عملية اقتحام مقر مجلة ابدو حيث جرت المذبحة وسط العاصمة الفرنسية، والثابت أيضا ان الاخوين كواتشي كانا علي علاقة وثيقة بالارهابي الآخر أحمدي كولاناني الذي اقتحم محل الاغذية اليهودية واعترف قبل مقتله بانه ينتمي إلي تنظيم داعش وينسق مع الاخوين كواتشي، بما يؤكد ان الارهاب واحد ينسق جرائمه وتتعاون تنظيماته وتتوحد اهدافه..، ولهذا ينبغي ان تكون مكافحته شاملة وموحدة، يتكاتف المجتمع الدولي بأكمله علي القيام بها تخطيطا وتنفيذا في خطة شاملة يلتزم بها الجميع.
وإذا صح ان تنظيم القاعدة يحاول استعادة دوره بعد فترة ضعف اعقبت مقتل بن لادن، نشط خلالها تنظيم داعش ليصبح موضع اهتمام العالم اجمع لانه تمكن من السيطرة علي هذه المساحة الشاسعة من الاراضي السورية والعراقية،فربما يكون الاكثر احتمالا ان يتسابق التنظيمان داعش والقاعدة علي ارتكاب جرائم الارهاب علي الساحة الاوروبية، حيث يتواجد لهذين التنظيمين خاصة داعش الآلاف من الخلايا النائمة في معظم الدول الاوروبية بسبب ابناء المهاجرين الذين عبروا حدود تركيا إلي سوريا ليحاربوا إلي جوار داعش.