مكرم محمد أحمد
الاجمل والاكثر تأثيرا في طقوس يوم تتويج المشير السيسي رئيسا لجمهورية مصر العربية، هذا الانتقال السلس في إجراءات نقل السلطة من الرئيس المؤقت المستشار عدلي منصور إلي الرئيس المنتخب عبدالفتاح السيسي، في مشهد فريد يجمع الرئيسان معا علي منصة واحدة.
يمتلئ إنسانية ووطنية وودا، ويرسخ تقاليد دستورية جديدة تبني للديمقراطية المصرية الوليدة قواعد اساسية تضمن تواصلها واستمرارها..،الرئيس السابق يوصي الرئيس المنتخب خيرا بشعب مصر، وينصحه أن يحسن اختيار مستشاريه ويحترم أحكام الدستور، والرئيس المنتخب يطوق عنق سلفه بقلادة النيل عرفانا بقدرته الحكيمة علي إدارة البلاد، في مشهد تاريخي أحب المصريون كل تفاصيله لانهم يتوقون إلي الامن والاستقرار، وإلي ان تعود البلاد سيرتها الاولي تبني لابنائها مستقبلا زاهرا في مسيرة وطنية متصلة الحلقات، لانه بعد ثورة 52 رحل عبدالناصر إلي رحاب الله واختلف رفاقه علي من يخلفه! وجري اغتيال الرئيس السادات من جماعات الاسلام السياسي رغم انه مد يده المصالحة إلي اكبر جماعتهم!، وأطاحت ثورة 25يناير بحكم الرئيس الاسبق مبارك ليأتي مرسي أول رئيس منتخب، ويغلق كل أبواب الديمقراطية من بعده، وينصب نفسه طاغية يختص أهله وعشيرته بكل المناصب والمصالح إلي ان خلعه الشعب في ثورة شعبية حقيقية، وضعت مصرعلي أول الطريق لبناء دولة مدنية قوية تملك إرادتها، ويحرسها شعب عظيم مصمم علي تحقيق أهدافه في الخبز والحرية والكرامة.
وفي يوم تتويجه التزم الرئيس المنتخب عبدالفتاح السيسي أمام شعبه بتحقيق الامن والاستقرار، وإحداث تحسين شامل في حياة مواطنيه، والارتقاء بخدمات الصحة والتعليم إلي المستوي اللائق، وتوسيع الرقعة الزراعية وبناء صناعة قوية توفر فرص العمل لملايين الشباب،واقامة اول محطة نووية في الضبعة، وحصار الفقر وتصفيته قبل نهاية فترة حكمه الاولي، لكن اكبر التزاماته يوم امس ان يحترم احكام الدستور ويلم شمل البلاد، ويفتح الابواب علي مصاريعها لمشاركة كل من لم يرتكب جريمة ضد وطنه ولا يحمل علي يديه أثار دماء مصرية.