توقيت القاهرة المحلي 03:55:34 آخر تحديث
  مصر اليوم -

في رثاء الضمير الأوروبي

  مصر اليوم -

في رثاء الضمير الأوروبي

مكرم محمد أحمد

عندما يتحول البحر الأبيض الى (جبانة) تبتلع فى جوفها عشرات الآلاف من شباب الأفارقة، من اريتريا ونيجيريا وغانا ومصر والجزائر وسوريا والصومال وتشاد، يموتون غرقا على السواحل الجنوبية لأوروبا فى اليونان وايطاليا دون أن يجدوا من ينقذهم رغم توافر الامكانات، بدعوى أن غرق هؤلاء ربما يشكل رادعا يمنع موجات الهجرة المتزايدة التى تنطلق من ليبيا الى أوروبا دون ضابط، يصبح من الضرورى أن نترحم على قيم الانسانية، وأن نبكى موات الضمير الأوروبى الذى يسوغ هذا التواطؤ اللاأخلاقى على قتل هذه الآلاف المؤلفة بدعوى بريطانية سخيفة، ترى أن موازنة الاتحاد الأوروبى لا تتحمل تكلفة عمليات الانقاذ المتزايدة!

وقبل عدة أيام لقى 950شابا إفريقيا مصرعهم فوق حطام قارب صيد متهالك خرج من مدينة الزاوية الليبية، وقبلها بأيام قليلة راح ضحية حادثين متماثلين قرب الشواطئ الايطالية 450شابا آخر ليصل عدد الغرقى هذا العام الى أكثر من 2015، يمثلون عشرة أضعاف ضحايا العام الماضى!، لأن الاتحاد الأوروبى استبدل برنامج الانقاذ الايطالى ببرنامج أقل كلفة تحت ضغوط قوية من بريطانيا وألمانيا اللتين تعتقدان أن غرق هؤلاء، ربما يكون رادعا يوقف موجة الهجرة الراهنة التى تكاد تكون الأشد خطورة والأكثر عددا منذ الحرب العالمية الثانية!

والمضحك المبكى فى هذه التراجيديا الانسانية المرة، أن غرق هؤلاء لا يشكل فى الواقع العملى أى رادع حقيقى يمنع محاولات الشباب الأفارقة الهجرة الى أوروبا، ففى مدن السواحل الليبية الاقرب الى سواحل اوروبا الجنوبية، خاصة مدينة الزاوية يتكدس عشرات الألاف من الشباب الإفريقى المقبلين من كل فج على أمل أن يحظوا بفرصة تمكنهم من الابحار الى أى من المدن الأوروبية على ظهر قارب متهالك لا يلبث أن يغوص فى أعماق المتوسط.

ومع الأسف اجتمع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبى فى لوكسمبورج لغسل هذا العار، وبدلا من أن يبذلوا جهدا حقيقيا لتنظيم نوع من الهجرة الآمنة المشروعة الى أوروبا، أو يساعدون الدول الإفريقية على تحسين جودة حياتها بما يقلل الحاجة الى الهجرة، لم يجدوا حلا سوى قصف مواقع السواحل الليبية عقابا لعصابات تهريب المهاجرين، بدلا من علاج حقيقى للأزمة الليبية، يعيد الامن والاستقرار الى البلاد التى تركها حلف الناتو خرابا يبابا تحكمها عصابات المتطرفين بعد سقوط العقيد القذافى.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

في رثاء الضمير الأوروبي في رثاء الضمير الأوروبي



GMT 19:51 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

الموازنة والـمئة دولار !

GMT 09:00 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

هل مع الفيروس الجديد سيعود الإغلاق؟

GMT 08:25 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

التغيير في سورية... تغيير التوازن الإقليمي

GMT 08:24 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

هذه الأقدام تقول الكثير من الأشياء

GMT 08:23 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أحاديث الأكلات والذكريات

GMT 08:23 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

كبير الجلادين

GMT 08:21 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

سوريا... والهستيريا

GMT 08:20 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

جرعة تفاؤل!

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله
  مصر اليوم - إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله

GMT 19:55 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أحمد مكي يخلع عباءة الكوميديا في رمضان 2025
  مصر اليوم - أحمد مكي يخلع عباءة الكوميديا في رمضان 2025

GMT 09:13 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

GMT 00:03 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

بايدن يُكرم ميسي بأعلى وسام في أمريكا

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon