مكرم محمد أحمد
على امتداد أكتوبر ونوفمبر نشطت جماعة الإخوان المسلمين فى توزيع قنابلها اليدوية الصنع المحشوة بالمسامير وشظايا الحديد على أحياء القاهرة وعدد من المدن المصرية، يضعونها أسفل الكبارى وفى العربات الاخيرة لقطارات السكك الحديدية، وحيث توجد أكمنة الشرطة، وفى محطات المترو من غمرة الى مصر الجديدة، وأمام قصور الرئاسة الاتحادية والقبة.
ولا يتورعون عن استخدامها وسط زحام الناس الكثيف فى الموالد والاعياد، كما حدث فى مولد سيدى أحمد البدوى فى طنطا وليلة عاشوراء بهدف ترويع المصريين، غير آسفين على عشرات القتلى والمصابين الأبرياء نتيجة هذه الحوادث، آخرهم 4 شهداء فى محطة سكك حديد مدينة منوف بسبب قنبلة وضعوها فى قطار كفر الزيات انفجرت بعد وصول القطار الى محطته الاخيرة وقتلت اثنين من رجال الشرطة وأصابت عشرة مواطنين!
ويبدو واضحا أن عددا غير قليل من أفراد الجماعة حولوا بيوتهم فى عدد من محافظات مصر الى ورش لتصنيع هذه القنابل، وفقا لمواصفات موحدة تضمن احتواء القنبلة على مسامير وشظايا حديدية متنوعة الحجم تصيب أكبر عدد ممكن من الناس، وتحدث فى الوقت نفسه دويا ضخما يسبب الذعر والهرج فى الشارع وتقول احصائيات وزارة الداخلية إنها اكتشفت حتى الآن أكثر من 400 قنبلة أبلغ عنها المواطنون، وأنها تبطل كل يوم العشرات من هذه القنابل العشوائية التى يتم توزيعها على كل أنحاء مصر كى ينتشر الذعر فى كل مكان!
ولا أعرف ما هى مصلحة جماعة الإخوان المسلمين فى أن توزع هذه الهدايا القاتلة على المواطنين فى الموالد والاعياد، الا أن تكون كراهيتهم للشعب المصرى قد بلغت هذا الحد، لكن على الجماعة أن تعرف أيضا أن قنابل المسامير كانت بداية النهاية لإرهاب الجماعة الاسلامية فى ثمانينيات القرن الماضى، عندما كانت الجماعة الاسلامية توزع هذه القنابل على مقاهى التحرير ومحطات المترو ومواقف أتوبيسات الاقاليم فى شبرا وفى بعض الاحياء المزدحمة، الامر الذى ساعد على توحيد الجبهة الداخلية ضد الجماعة الاسلامية لتقف كتلة موحدة ضد الإرهاب.