مكرم محمد أحمد
يبدو أن الأمور سوف تجرى عكس ما يريد رئيس الوزراء الاسرائيلى بنيامين نيتانياهو الذى لا يزال يصر على تحدى الرئيس الأمريكى أوباما،
والقاء خطابه أمام اجتماع مشترك لمجلسى النواب والشيوخ الشهر القادم حول مخاطر الاتفاق على تسوية الملف النووى الايرانى الذى تؤكد كل الشواهد احتمال توقيعه فى مارس القادم، بعد أن ارتفعت دعوات الديمقراطيين من أعضاء مجلسى الشيوخ والنواب الى مقاطعة خطاب نيتانياهو، وأعلن نائب الرئيس جوزيف بايدن اعتذاره عن uعدم حضور الاجتماع، تمسكا بموقف الرئيس أوباما بعدم جواز استقبال مسئول أجنبى قبل وقت قليل من موعد معركته الانتخابية.
لكن الأخطر من ذلك، تنامى الدعوات داخل جماعات اليهود الأمريكيين تطالب نيتانياهو بعدم المجىء الى أمريكا رغما عن أنف رئيسها، وتبدى قلقها المتزايد من مخاطر المقامرة على العلاقات الأمريكية الاسرائيلية لأن نيتانياهو يصر على اقحامها طرفا فى لعبته الانتخابية!..، والأكثر مدعاة للدهشة أن بين الديموقراطيين الذين يعتزمون مقاطعة خطاب نيتانياهو عددا غير قليل من أصدقاء اسرائيل القدامى، بينهم جون لويس نائب جورجيا الذى يعتبر الزيارة اهانة بالغة للرئيس الأمريكى تثير استفزاز الشعب الأمريكى، بل ان منظمة ايباك التى تعتبر أقوى جماعات الضغط الصهيونى وأكثرها نفوذها لا تزال تحجم عن إعلان رأيها فى الزيارة خوفا من آثارها السيئة المرتقبة.
وثمة مؤشرات مهمة تقول أن نيتانياهو الذى يعتقد أن خطابه أمام الكونجرس سوف يمكنه من اجتياز المعركة الانتخابية، وتحقيق فوز سريع على تحالف اليسار والوسط الذى يصر على اسقاطه، ربما لا يحصد سوى الحصرم لأن تيارا قويا داخل اسرائيل يعتقد أن نيتانياهو يقامر على العلاقات الأمريكية الاسرائيلية، كما أن عددا من الشخصيات الاسرائيلية المهمة أبرزهم الرئيس السابق شيمون بيريز نصحوه بعدم الذهاب الى واشنطن، لأن غالبية الأمريكيين الذين لا يريدون اقحام أنفسهم فى حرب جديدة فى الشرق الأوسط يؤيدون تسوية سلمية للملف النووى الايرانى تضمن تعقيم قدرة طهران على انتاج قنبلة نووية، حتى ان كان الثمن السماح لايران بتخصيب كميات محدودة من اليورانيوم تحت اشراف الوكالة الدولية للطاقة.