مكرم محمد أحمد
لا اجد تفسيرا مقنعا لموقف البرلمان الاوروبى الذى رفض مراقبة الانتخابات البرلمانية،سوى ان اوروبا مع كونها قوة اقتصادية ضخمة لاتزال كيانا سياسيا هشا يقف على ساقين من فخار!، لا يستطيع ان يأخذ موقفا صحيحا بعيدا عن الموقف الامريكي!
ولو ان مؤسسة كارتر الامريكية لم تعلن موقفها الرافض للمشاركة فى رقابة الانتخابات المصرية تماهيا مع موقف الادارة الامريكية التى لاتزال تلح على مطلبها المستحيل بدمج جماعة الاخوان المسلمين فى حياة مصر السياسية لتغير موقف البرلمان الاوروبي، لانه لا معنى بالمرة لان نسمع هذا السيل الضخم من تصريحات التأييد والمساندة التى تصدر عن معظم القادة الاوروبيين، تمتدح مواقف مصر ورئيسها عبدالفتاح السيسى من قضية الارهاب، ثم يأتى البرلمان الاوروبى ليعلن رفضه مراقبة الانتخابات المصرية كى لاتصبح دليلا على شرعية هذه الانتخابات!، رغم ان الانتخابات الوطنية تكتسب شرعيتها من حجم الحضور الوطنى امام صناديق الانتخابات، وثقة المصريين فى نزاهتها قبل أى طرف اخري.
لقد كان فى وسع المراقبين الاوروبيين المجيء إلى مصر ومراقبة العملية الانتخابية، مع الاحتفاظ بحقهم فى ان يوثقوا ملاحظاتهم حول مدى التزام الادارة المصرية بمعايير النزاهة واحترام حق الترشيح والانتخاب لجميع المواطنين بمن فى ذلك افراد جماعة الاخوان المسلمين، باستثناء من يمثلون امام القضاء فى اتهامات واضحة ومحددة، لان القانون المصرى لا يفرض العزل السياسى على اى مواطن دون حكم قضائى يثبت ارتكابه جريمة مخلة بالشرف، ويمنع كل صور العقاب الجماعى بما فى ذلك الاعتقالات، ومع ذلك فان غالبية المصريين سوف تحجم عن اعطاء اصواتهم الانتخابية لاى من ممثلى جماعة الاخوان فى البرلمان القادم، لان الجماعة ارتكبت اخطاء فادحة يعرفها الجميع، تماما مثلما ترفض اغلبية الناخبين فى اى بلد غربى منح تأييدها لحزب سياسى ارتكب اخطاء كثيرة يصعب غفرانها.
لقد كنا ولانزال نتطلع إلى دور أوروبى مستقل يأخذ موقفا اكثر عدالة من قضايا الشرق الاوسط، وبسبب هذه الامال تحمس العرب دون استثناء لدور الرباعية الدولية فى تسوية النزاع الفلسطينى الاسرائيلي، لكن الرباعية لم تفعل شيئا ذا بال رغم كثرة تحركات ممثلها طونى بلير، لان الاوروبيين ببساطة لايزالون عاجزين عن ان يأخذوا موقفا مستقلا يكسر احتكار الامريكيين لعملية سلام الشرق الاوسط، ولايزالون كيانا سياسيا هشا يقف على ساقين من فخار يأخذون موقف التابع من واشنطن.