مكرم محمد أحمد
اختارت داعش أن تقتل الطيار الأردني معاذ الكساسبة حرقا داخل قفص حديدي مغلق بصورة بالغة الوحشية, نقلها شريط فيديو تم إخراج مشاهده علي نحو سينمائي, كي يلقي الرعب في نفوس طياري التحالف الدولي, بحيث يمتنعون عن قصف مؤسسات الدولة الداعشية التي توجد في مناطق مكشوفة من صحراء الشام في محافظة الرقة السورية, يسهل رصدها وتدميرها ومحوها من الوجود.
لو أن المجتمع الدولي يملك عزم الإرادة السياسية الواضحة للتخلص من داعش!, لكن جوهر المشكلة أن الرئيس الأمريكي أوباما الذي يمسك بمفاتيح الموقف الدولي لا يتعجل تدمير داعش لأسباب كثيرة في نفس يعقوب!, من بينها أن داعش تشكل فزاعة لعدد من دول المنطقة, كما أنها تمثل أسوأ مثال لتقبيح صورة الإسلام في عيون الغرب, خاصة أن داعش ترتكب جرائمها باسم الإسلام علي أرض دولة الخلافة الجديدة التي يقودها أمير المؤمنين أبو بكر البغدادي!!
وأظن أن الجميع يعرف الآن, أن جزءا مهما من استراتيجية داعش في الردع يقوم علي تصدير الرعب إلي الجميع, من خلال جرائمها التي تتسم بالغلظة والخشونة وقطع الرقاب بأوامر ناجزة يتم تنفيذها في الموعد, تأكيدا لقدرتها علي البتر والحسم السريع, مع احتفاظها بعدد غير قليل من الخلايا النائمة في معظم الدول الأوروبية!, في مواجهة مجتمع دولي مفكك لا تزال تحكمه المعايير المزدوجة, لم ينجح بعد في توحيد جهوده لمواجهة الإرهاب!, لأن الأمريكيين يريدونها حربا بالقطاعي تفاضل بين إرهاب وإرهاب!, رغم أن داعش ليست القوة التي لا تقهر, وقد منيت أخيرا بهزائم ثقيلة طردتها من محافظة ديالي بالعراق وألزمت قواتها الفرار من مدينة كوباني(عين العرب) تحت ضغوط المقاتلين الأكراد الشجعان.
وما من شك أن قرار العاهل الأردني الملك عبدالله بتنفيذ حكم الاعدام علي ساجدة الريشاوي التي اشتركت في تفجير فنادق عمان يمثل الرد الصحيح علي استراتيجية داعش, لأن المساومات والحلول الوسط, وغياب قضاء ناجز, وتلكؤ الحسم, والتأخير في تنفيذ الأحكام أساليب لا تصلح لردع الإرهاب, تراها الجماعات الإرهابية مؤشرات ضعف تغري علي المزيد من الفعل والاجرام.. ولنتذكر جميعا في مصر أن لداعش الآن موطئ قدم في سيناء يفرض سياسة وحيدة هي البتر والحسم والإصرار علي المبادأة وسرعة تنفيذ الاحكام قبل فوات الأوان.