بقلم مكرم محمد أحمد
ايا كانت المسوغات التى يقدمها الرئيس الامريكى اوباما لتبرير سياساته الجديدة التى جعلت اهتمام واشنطن بالقارة
الآسيوية بديلا لمنطقة الشرق الاوسط، لانها لم تعد من وجهة نظره تهم المصالح الامريكية كثيرا!، ابتداء من اعتقاده بأن مستقبل أمريكا الاقتصادى يكمن فى علاقاتها مع آسيا، وان على الولايات المتحدة تعزيز شبكة علاقاتها مع بورما وفيتنام واندونيسيا والدول النمور جنوب شرق القارة كى تمنع هيمنة الصين، وان الاسيويين يمتلئون طاقة وحماسا، ويحققون كل يوم انجازا جديدا، فضلا عن انهم يحبون الامريكيين، عكس شعوب الشرق الاوسط التى لم يعد فى وسع الولايات المتحدة ان تجعل منها مكانا افضل!.
ايا كانت هذه المسوغات فالامر المؤكد ان اوباما يدرك جيدا حجم الفشل الذريع الذى أحاق بسياساته فى الشر ق الاوسط، ويعرف على وجه اليقين انه أغضب كافة اصدقائه ابتداء من الخليجيين والسعوديين إلى المصريين، وقبلهم أهل العراق وسوريا، كما اغضب حلفاءه الاقرب الاسرائيليين رغم ما يقدمه من عون عسكرى ضخم لاسرائيل!..، وأظن ان تعليقه كل آمال المستقبل الامريكى على علاقاته الاسيوية الجديدة يكشف رغبته الملحة فى الهروب من الشرق الاوسط الذى كشف خواء سياساته وفضح عجزها،ابتداء من قضية الصراع العربى الاسرائيلى إلى الحرب على الارهاب بما فى ذلك تسوية الملف النووى الايرانى التى يعتبرها اهم انجازاته، رغم آثارها المخيفة التى زادت من مخاطر هيمنة فارس وتمدد نفوذها فى الشرق الاوسط على حساب امن العرب ومصالحهم العليا.
وبرغم ان العالم كله يعرف على نحو مفصل ان سياسات اوباما الفاشلة تجاه الازمة السورية، وفشله الذريع فى مواجهة الارهاب، وسكوته المتواطئ على تضخم داعش، وهروبه المخجل من الالتزام بقضية سلام الشرق الاوسط، هى التى فتحت الابواب واسعة امام التدخل العسكرى الروسى فى سوريا الذى عزز مكانة الروس شرق المتوسط، وأضفى عليها شرعية دولية لم يملك أوباما سوى الاعتراف بها،يصر الرئيس الامريكى اوباما على انكار كل هذه الحقائق، ويحاول تقنين ضعفه وهروبه فى مبدأ جديد يحمل اسمه يدعو إلى إهمال الشرق الاوسط وتجنب مشاكله، بحجة انه لم يعد يهم المصالح الامريكية كثيرا!، ويعتبر اخطاءه الكبرى مصدر فخر واعتزاز!، ويوزع الاتهامات جزافا على الجميع كى يبرئ نفسه، رغم انه أصاب بسياساته الفاشلة مصداقية الولايات المتحدة فى مقتل،وخذل حلفاءه واصدقاءه وهو يجر ازيال خيبته إلى آسيا!.