مكرم محمد أحمد
إذا صحت الأنباء التى تقول إن الرئيس السيسى رغم تبرعه بنصف راتبه ونصف املاكه التى ورثها عن والده قدم تبرعه الثالث لحساب مشروع تحيا مصر،
لانه لاحظ ضعف التبرعات المقدمة من رجال الاعمال، واراد ان يحثهم فى رسالة تذكير واضحة على ضرورة الاسهام فى هذا الجهد الذى يمكن ان ينهض بعدد من المشروعات المهمة، قد لا يكون متاحا للخزانة العامة فى ظروفها الصعبة الراهنة تمويلها، يصبح من الضرورى إعادة النظر فى اسباب ضعف آلية التبرع ذاتها ولماذا تقل الاستجابة على نحو مطرد!؟، وهل يعود السبب إلى ان استخدام هذه الآلية على امتدادالعقود الاخيرة بلغ حد الاشباع،خاصة ان معظم حسابات التبرعات السابقة ظلت فى طى الكتمان لم يصدر بشأنها بيانات رسمية تقول للراى العام اين ذهبت هذه التبرعات، وما هى نتيجة حساباتها الختامية؟!، ليس لدواعى الشك فى مصير هذه التبرعات التى يكاد يكون جميعها فوق الشبهات لانها لاتزال فى ذمة البنوك المصرية،فضلا عن ان اللجنة التى تم تشكيلها لمتابعة حملة تحيا مصر تضم اشخاصا ثقات يعرف المصريون جميعا اقدارهم.
ولأن للمصريين تجارب ناجحة لتبرعات توافرت على إقامة مشروعات علاجية وتعليمية ضخمة تقول لنا، أن الجميع يكونون أكثر حماسا للتبرع فى مشروعات محددة مسبقا يدرك المجتمع اهميتها وضرورتها، فربما يكون المصريون على استعداد لتمويل حملة قومية تستهدف محو الامية فى مصر من خلال مشروع مدروس فى غضون خمسة اعوام،و ربما يكونون على استعداد لتمويل مشروع إنشاء معهد صناعى او مدرسة فنية مجهزة على نحو متكامل فى كل محافظة لتخريج فنيين على مستوى مهنى عال تحتاجهم سوق العمل فى الداخل والخارج،وأظن ايضا أن مشروعات إصلاح البيئة خاصة نهايات الترع التى تحولت إلى مباءات تفرخ أوبئة وفيروسات التهابات الكبد الوبائى يمكن أن تكون نقطة جذب لتبرعات العديد من المصريين..،صحيح أن نهوض الأمم لا يقوم على بعض التبرعات، لكن قيمة التبرع الأهلى إنه يكشف عن حيوية المجتمع المدنى وتوافقه الوطني، وتوحد نبضه ومشاعره حول أهداف النهضة.