مكرم محمد أحمد
إن كان صحيحا ان لندن على وشك ان تعلن نتائج التحقيقات بشأن سلوك جماعة الإخوان المسلمين التى أمر بها رئيس الوزراء البريطانى قبل عدة اشهر، وكلف بها السفير البريطانى السابق فى السعودية جون جونكر، يصبح المطلوب من جميع الحكومات العربية والإسلامية ان تملك شجاعة فحص هذا التقرير على نحو دقيق، ومراجعته من خلال مؤسسة دينية محترمة مثل الأزهر الشريف او مؤسسة سياسية عريقة مثل جامعة الدول العربية.
خاصة ان ثمة تسريبات ومخاوف تؤكد ان التقرير لن يكون حاسما، وربما يلجأ إلى حلول وسط لا تحظر انشطة الجماعة، وانما تشير إلى تورطها فى التحالف مع عدد من جماعات الارهاب، وضرورة ان تغير بعض انشطتها، وربما يطالب التقرير بحظر لجوء قياداتها الموجودة فى قطر وتركيا إلى بريطانيا.
واظن ان من حق الدول العربية والاسلامية فرادى وجماعات ان تناقش بالتفصيل هذا التقرير، وتفند رؤاه وابعاده، وتقول رأيا واضحا فى النتائج التى خلص إليها، خاصة ان دولا عديدة من بينها مصر قدمت على نحو مفصل العديد من الأدلة والوقائع التى تثبت ضلوع جماعة الإخوان فى عمليات إرهاب واسعة، تشمل التحريض على الجيش والشرطة والتآمر على قتلهم، وتوزيع قنابل المسامير العشوائية على الاحياء الشعبية انتقاما من مساندة الشعب المصرى لقواته المسلحة، والاشتراك تخطيطا وعملا مع تنظيمات الإرهاب فى سيناء للإضرار بمصالح الامن المصري، وتشجيع داعش على التمدد فى ليبيا، وفتح مدينة درنة على مصاريعها كى تكون مركزا لعمليات داعش..
وإذا كان صحيحا ان التقرير البريطانى سوف يأخذ نهجا وسطا من إرهاب جماعة الاخوان المسلمين، فإن ذلك يشكل نكوصا شديدا يصل إلى حد التواطؤ، فى توقيت مهم يرتفع فيه خطر الإرهاب إلى حد تهديد الامن والسلم الدوليين، وتنتشر فيه آلاف الخلايا النائمة فى معظم الدول الاوروبية تملك القدرة والاستعداد لارتكاب جرائم فظيعة مثل جريمة تشارلى ابدو، خاصة ان اجتثاث الإرهاب يتطلب فى هذه المرحلة شجاعة القرار ورفض المهادنة والحلول الوسط والمعايير المزودجة واغلاق الأبواب أمام اى فكر تكفيرى يدعو إلى العنف.