توقيت القاهرة المحلي 05:03:42 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مصر والسعودية فى المنهج لا المضمون

  مصر اليوم -

مصر والسعودية فى المنهج لا المضمون

مكرم محمد أحمد

أعتقد أنه لابديل عن الحوار المباشر والصريح بين القاهرة والرياض رأسا ودون وسطاء، كما تبقى علاقات البلدين محصنة ضد كل محاولات الوقيعة التى ينشط من أجلها كثيرون يهمهم تفكيك ما تبقى من علاقات التضامن العربى إمعانا فى إضعاف الموقف العربى وتبديد فرص قوته!.. وأظن أن الحفاظ على هذه العلاقات راسخة قوية تقدر على استيعاب أية خلافات تكتيكية محدودة تمليها ظروف عملية، يتطلب اعتماد نهج مختلف يقوم على الوضوح والمكاشفة وإجلاء المواقف أولا بأول عبر دبلوماسية نشيطة لاتترك ثغرة ينفذ منها الآخرون! بحيث تصبح رسائل كل شقيق إلى شقيقه شفافة ومباشرة، تخلو من الألغاز ولا تحتمل تأويلات غير صحيحة، تصحح دون أن تجرح وتحفظ الود رغم الخلاف، وتقدم حسن النيات على سوء الظن، لأن علاقات مصر والسعودية أكبر كثيرا من أن تبقى رهينة لرسائل ملغزة تصدر عن وسطاء، إعلاميين وغير اعلاميين كثيرا ما يحبون أن يكونوا ملكيين أكثر من الملك!.. وأظن أن هذا النهج المتعلق بالشكل يفرض تدقيق الكلمات وحسن استخدام الاستعارة، وتجنب اللمز والغمز، والحرص على الحقائق متى ثبت صدقها، دون أن يصادر على حرية الرأى أو حق الاختلاف الذى ربما يكون مطلوبا، لأن تطابق المواقف بنسبة مائة فى المائة بين أشقاء مهنة الرأى وبين الدول الأشقاء يكاد يكون متعذرا، ولأن الوفاق على خطوط أسس استراتيجية لايعنى تماثل الأداء والأدوات، على العكس ربما يكون تنوع أساليب المعالجة أمرا مهما فى ظل الاتفاق على وحدة الهدف. اننى أتحدث هنا عن رسالة سعودية أخيرة، تضمنها مقال لكاتب سعودى عبدالله ناصر العتيبى نشرته صحيفة الحياة ينتقد مصر لأنها لم تشارك فى حرب اليمن بقوات برية وجوية ولأنها تجنح إلى مساندة حكم بشار الأسد، وبرغم مشروعية الأسئلة التى طرحها الزميل السعودى إلا أن سياق المقال كان بالغ السوء أثار مشاعر المصريين، فضلا عن استناده إلى وقائع غير صحيحة! كما أتحدث أيضا عن رسائل مماثلة لكتاب مصريين، لم تحسن استخدام لغة الحوار رغم مشروعية الأسئلة التى طرحتها هذه الرسائل. وأظن أن مثل هذه الرسائل لا تخدم العلاقات المصرية السعودية ولا تساعد البلدين على تجاوز أى خلاف طاريء ومحدود يمكن أن يحدث، خاصة أن معظمها ينهض على حقائق غير صحيحة، وما من مسوغ لاستمرار هذا النهج إلا أن يكون هناك قصور فى التواصل المباشر بين الرياض والقاهرة يجلى مواقفهما أولا بأول ويعزز فرص الفهم والتفهم المتبادل ويغلق كل القنوات التى يمكن أن ينفذ منها من يريدون تخريب هذه العلاقات. 

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مصر والسعودية فى المنهج لا المضمون مصر والسعودية فى المنهج لا المضمون



GMT 20:14 2025 الجمعة ,17 كانون الثاني / يناير

على هذه الأرض ما يستحق الحياة

GMT 15:43 2025 الجمعة ,17 كانون الثاني / يناير

حول اتفاق غزة

GMT 15:37 2025 الجمعة ,17 كانون الثاني / يناير

لِمَ لا يتم الكشف عن أسماء الفاسدين!

GMT 15:35 2025 الجمعة ,17 كانون الثاني / يناير

المستقبل بعد الشريحة الدماغية

GMT 08:40 2025 الجمعة ,17 كانون الثاني / يناير

عون – سلام: نهاية 50 عاماً من الوصاية

GMT 08:36 2025 الجمعة ,17 كانون الثاني / يناير

هل تغير غزة حظ المنطقة؟

GMT 08:35 2025 الجمعة ,17 كانون الثاني / يناير

العالم وفقاً لبرج ترمب

GMT 08:34 2025 الجمعة ,17 كانون الثاني / يناير

لبنان بين «الدولة العميقة» وإرادة التغيير

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 09:10 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

أحلام بإطلالات ناعمة وراقية في المملكة العربية السعودية

GMT 03:01 2021 الخميس ,28 كانون الثاني / يناير

فرنسي يحول نفسه إلى "كائن فضائي أسود"

GMT 05:45 2020 الخميس ,17 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على أسباب خطورة المناديل المبللة على البشرة

GMT 10:40 2020 الخميس ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

قفزة في نمو الاقتصاد البريطاني بنسبة 15.5%

GMT 19:24 2020 الثلاثاء ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

البورصة المصرية تربح 9.5 مليارات جنيه
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon