مكرم محمد أحمد
سواء كان الحافز الذى دفع دول الخليج لاعادة سفرائها إلى قطر بعد 9 أشهر من المقاطعة، الرغبة القوية فى استعادة وحدة دول الخليج بحيث يصبح هناك،
على حد تعبير الصحف السعودية، خليج واحد فى مواجهة اخطار داعش التى تقف على ابواب بغداد، وتهديدات طهران التى تصر على اقحام أنفها فى الشأن الداخلى لدول الخليج، أم أن الدافع الحقيقى لهذه المصالحة التزام قطر وتعهدها فى قمة الرياض بوقف تدخلاتها فى دول الخليج وإنهاء الدور التحريضى الذى تلعبه قناة الجزيرة، فالامر المؤكد ان رأب الصدع بين قطر ودول الخليج امر لا يمكن ان تعارضه مصر او تعترض عليه، لان غاية ما تريده مصر من دول الخليج أن تحافظ على وحدتها وتصون أمنها، وتنسق سياساتها بما يدعم مصالح دوله، ويعزز علاقاتها مع باقى اشقائها العرب، ويساعد على تشكيل جبهة عربية قوية ضد اخطار التطرف والارهاب التى لاتهدد دولة بعينها ولكنها تستهدف الجميع.
لكن اللافت للنظر ان البيان الختامى لقمة الرياض لم يأت على ذكر مضمون اتفاق المصالحة وإن كانت تصريحات بعض المسئولين الخليجيين تؤكد ان دول الخليج تمارس ضغوطا قوية على قطر من أجل تعديل سياساتها تجاه مصر..، وأظن ان اللقاء الذى تم فى باريس بين وزير خارجية السعودية سعود الفيصل والوزير المصرى سامح شكرى ناقش على نحو مفصل ابعاد اتفاق عودة السفراء إلى الدوحة، فى ضوء القرار الذى اتخذته كل من السعودية والامارات باعتبار جماعة الاخوان المسلمين جماعة إرهابية، ومطالب مصر الواضحة من قطر، بان ترفع يدها عن الشأن الليبى، وتكف عن تمويل الجماعات المسلحة هناك، وتتوقف عن الاضرار بمصالح مصر الامنية إن إرادت علاقات طبيعية مع مصر وشعبها..، ولست اشك فى ان حصافة دول الخليج تجعلها أكثر ادراكا لطبيعة الارتباط بين أمن مصر وأمن الخليج، لان التزام قطر بامن دول الخليج وتعهدها بعدم المساس بأى من دوله يفقد معناه، إن اصبح مجرد مظلة لاستمرار سياساتها فى تهديد أمن مصر الذى يشكل القاعدة الاساسية والركن القوى لامن عالمها العربي، بدونه لا يتحقق امن العالم العربى واستقراره.