بقلم مكرم محمد أحمد
الواضح من تصريحات الملك سلمان بن عبدالعزيز على امتداد زيارته الفريدة لمصر التى استمرت خمسة أيام، ان العاهل السعودى يحس بالارتياح الشديد لمسار تحالفه الاستراتيجى مع مصر، لمحاربة الارهاب ومنع تدخل الآخرين فى شئوننا الداخلية..،والواضح ايضا من الترحيب الحار من جانب الرئيس عبدالفتاح السيسى بعاهل السعودية صاحبة المواقف التى تنم عن أصالة وشهامة عربية، ان الرئيس السيسى يشعر بسعادة بالغة لأن زيارة خادم الحرمين حققت هذا الإنجاز الضخم الذى تجسد فى اصرار البلدين على بناء تحالف استراتيجى يكون نواة لتضامن عربى قوى وبداية لواقع عربى واسلامى جديد، حرص العاهل السعودى على ان تكون كل اركان الدولة السعودية معه فى هذه الزيارة التاريخية، وحرص الرئيس عبدالفتاح السيسى على أن يلمس العاهل السعودى عن قرب مشاعر المصريين تجاه السعودية وشعبها وعاهلها، والواضح من مشاهد الزيارة أن الزعيمين سلمان والسيسى سعيدان بما تحقق فى هذه الزيارة التى تفتح ابواب التضامن العربى على مصاريعها وتعيد للعمل العربى المشترك صحوته، وتمكن مصر والسعودية من توثيق علاقاتهما الاقتصادية والأمنية والسياسية والاستراتيجية عبرعدد غير قليل من المشروعات المشتركة تشكل علامات بازرة على مسار علاقات البلدين، سواء فى ذلك جامعة سلمان جنوب سيناء أم المدينة السكانية للبعوث الإسلامية فى الأزهر أو المشروع السكنى الضخم لسيناء، يكلل هذا الجهد الضخم جسر الملك سلمان الذى يصل مصر بالسعودية عبر طريق برى دولى يخدم التجارة بين البلدين، ويوسع نطاق التعاون الاقتصادى بين دول الشمال والجنوب، ويربط آسيا بأفريقيا، ويكاد يجعل السعودية ومصر فى حساب التاريخ المعاصر، ويكتمل نضج الزيارة بنجاح الجانبين فى ترسيم الحدود البحرية للبلدين داخل البحر الأحمر، واعتراف مصر بحق السعودية فى استعادة جزيرتى تيران وسنافير، لان الجزيرتين هما فى الأصل جزيرتان سعوديتان عرض الملك عبدالعزيز على مصر إدارتهما إلى حين، ورأى الجانبان المصرى والسعودى ان هذا الحين قد حل موعده الآن، ولا اظن ان الوضع سوف يختلف كثيرا على الجزيرتين تيران وسنافير ان تغيرت الوجوه وجاء جنود سعوديون بدلا من الجنود المصريين يدافعون عن كل شبر فى الارض العربية احتراما لحقوق العرب ومصالحهم العليا.