مكرم محمد أحمد
الواضح من سلسلة الهزائم التى منى بها تنظيم داعش وحلفاؤه من جماعات الارهاب فى العراق وسوريا، ان عام 2016 يمكن ان يكون عاما مصيريا بالنسبة لداعش، يتحقق فيه كسر التنظيم وانحسار وجوده عن هذه المساحات الشاسعة التى كانت تغطى ثلاث محافظات عراقية وأربعا سورية، خسرت داعش فى العراق كل اراضى محافظتى صلاح الدين والرمادى بما يساوى ثلث المساحة التى كانت تسيطر عليها، وتم طردها من مدن تكريت وجيجى موقع اكبر مصفاة بترول فى العراق وسنجار والرمادى مع تزايد فرص تحرير مدينة الموصل ثانى مدن العراق، كما خسرت داعش فى سوريا عددا من المواقع والمدن وحقول البترول فى محافظات الحسكة ودير الزور وحمص وحماة وحلب، وثمة اخبار شبه مؤكدة بان خليفتها ابوبكرالبغدادى قد غادر مدينة الرقة السورية التى اعلنها عاصمة لخلافته إلى مدينة سرت فى جنوب ليبيا، كما يغادر عدد غير قليل من مقاتلى داعش الاراضى السورية والعراقية إلى ليبيا، حيث تأمل داعش فى ان تكون ليبيا قاعدة بديلة لعملياتها تهدد أمن مصر ودول شمال افريقيا.
والواضح ان داعش يتعرض ايضا لنقص فادح فى مداخيله المالية بسبب فقدان سيطرته على عشرة حقول بترولية وانحسار حجم الضرائب من عشرة ملايين شخص كانوا يعيشون فى المناطق التى يسيطرعليها، فضلا عن ان داعش كان يبيع ما بين 30 إلى 40ألف برميل بترول فى اليوم الواحد فى السوق السوداء تحقق له دخلا فى حدود مليار دولار سنويا، إضافة إلى مليار آخر من عائدات الضرائب والمكوث وتهريب المخدرات إلى أوروبا فضلا عن عائدها من تجارة التحف والآثار!.
وبرغم المبالغات الامريكية فى تقدير قوة داعش وصلابة تنظيمها وحسن تدريب مقاتليها، لم يحقق داعش على امتداد عام 2015 أى إنجاز عسكرى حقيقي، على العكس كان بالنسبة لها عام خسائر فادحة، لكن فساد سياسات الرئيس الامريكى أوباما إزاء داعش ساعدت التنظيم على ترسيخ وجوده ومد سطوته إلى هذه المناطق الشاسعة، ولولا تدخل روسيا فى الحرب السورية لاسباب عديدة تخصها، لما ضاعفت الولايات المتحدة أخيرا عمليات تكثيف القصف الجوى لداعش فى العراق، ويكاد يكون العامل الاساسى فى الابقاء على تنظيم داعش عجز المجتمع الدولى عن تكتيل جهوده للحرب على الارهاب، ورغبة أمريكا فى استثمار داعش كفزاعة تقلق أمن دول الشرق الاوسط والخليج.
نقلاً عن "الأهرام"