توقيت القاهرة المحلي 10:17:11 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هيكل وبطرس

  مصر اليوم -

هيكل وبطرس

مكرم محمد أحمد

كلاهما كان شديد التانق شديد الاعتداد بالنفس، صاحب مدرسة تضم اعدادا كثيرة من التلاميذ والمريدين، جمعهما الاهرام فترة طويلة من الزمن، وتحمل كل منهما في موقعه جانبا من مسئولية صنع تاريخ هذا الوطن وترك كل منهما بصمة عميقة يصعب ان يمحوها الزمان، وتجاوز تأثيرهما محيطهما الوطني والاقليمي إلي العالمية..، وبرغم اختلاف المنابع والمشارب وظروف النشأة والارتقاء،التقي الاثنان علي محبة هذا الوطن والحرص علي مصالحه العليا، وفي ترتيب اقدار لا يعرف حكمته سوي الله غادر الاثنان عالمنا في توقيت متزامن لتصبح الخسارة فادحة وثقيلة يكابد حزنها مسلمو مصر وأقباطها علي حد سواء. 

وإذا صح ان محمد حسنين هيكل هو صحفي القرن دون منازع، فان بطرس غالي هو أب السياسة والدبلوماسية المصرية دون منافس، وما من شخصية أثرت عميقا في صنع هذه الاجيال المتتابعة التي صنعت للدبلوماسية المصرية تاريخا مجيدا مثل بطرس بطرس غالي..،بصمته الاكثر تأثيرا في سياسات مصر الخارجية وضحت في مسيرة سلام الشرق الاوسط، التي قاد بطرس اول مراحل تفاوضها وصولا إلي اتفاق كامب ديفيد بشقيه، معاهدة السلام واتفاق الحكم الذاتي، في فندق مادسون وسط العاصمة واشنطن، حيث كان يحتل وفد التفاوض المصري الدور الخامس بينما يحتل الاسرائيليون طابقا اخرا وبين الطابقين يتحرك الوسيط الامريكي. 

لكن جهد بطرس الكبير تركز علي الدائرة الافريقية التي كان يعتقد منذ وقت جد مبكر انها دائرة المصالح الحقيقية لمصر..، احب بطرس أفريقيا والافارقة وبرغم اصابته بالتهاب الكبد الوبائي في احدي زياراته ظل بطرس علي حبه، وهو الذي صاغ اول برنامج تعاون مشترك مصري افريقي، لكن بطرس احدث تحولين مهمين في سياسات مصر الافريقية كاد يدفع ثمنهما باهظا لولا مساندة الرئيس الاسبق مبارك..، الاول عندما كان اول من نبه إلي خطورة تحالف البشيرــــ الترابي وكشف الوجه الحقيقي لانقلابهما العسكري والثاني عندما نجح في اقناع مبارك بضرورة تصحيح علاقات مصر بأثيوبيا من خلال حوار مباشر لا تكون المشكلة الارتيرية عائقا له، غير ان فخار بطرس وفخار مصر ببطرسها يظل في موقفه الشجاع من التحالف الامريكي الاسرائيلي عندما كان يشغل منصب امين عام الامم المتحدة، وقصف الاسرائليون ملجأ المنظمة الدولية في قرية قانا جنوب لبنان ورفض بطرس المساومة علي الصمت..،ولانه فضح المؤامرة ناصبه الامريكيون العداء بشكل فج، واستخدموا لاول مرة الفيتو من اجل المصادرة علي حقه في فترة ثانية لمنصب الامين العام للامم المتحدة. 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هيكل وبطرس هيكل وبطرس



GMT 08:34 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيّر "حزب الله" ولم تتغيّر إيران!

GMT 08:30 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أميون يخططون لمستقبلنا!

GMT 08:29 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أشخاص أثروا حياتى

GMT 08:28 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

لماذا نترك الفرصة للمتربصين؟!

GMT 06:32 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الجزائري خارج الجزائر

GMT 06:30 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الجديد... أي أميركا ننتظر؟

GMT 06:29 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

نصيحة السيستاني الذهبية

GMT 06:28 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب غزة في حفرة الأرنب

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:20 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يؤكد أنه سيقر بهزيمته إذا كانت الانتخابات عادلة
  مصر اليوم - ترامب يؤكد أنه سيقر بهزيمته إذا كانت الانتخابات عادلة

GMT 01:37 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

طرق مختلفة لاستخدام المرايا لتكبير المساحات الصغيرة بصرياً
  مصر اليوم - طرق مختلفة لاستخدام المرايا لتكبير المساحات الصغيرة بصرياً

GMT 02:38 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يؤكد أن هناك الكثير من عمليات الغش في فيلادلفيا
  مصر اليوم - ترامب يؤكد أن هناك الكثير من عمليات الغش في فيلادلفيا

GMT 09:10 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أسباب تأجيل فيلم "الديب" لأحمد السقا
  مصر اليوم - أسباب تأجيل فيلم الديب لأحمد السقا

GMT 15:53 2018 الإثنين ,12 آذار/ مارس

إستياء في المصري بسبب الأهلي والزمالك

GMT 10:53 2019 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي على وصفات طبيعية للعناية بالشعر التالف

GMT 02:56 2018 الأربعاء ,04 تموز / يوليو

الفنانة ميرنا وليد تستعد لتقديم عمل كوميدي جديد

GMT 19:15 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

سامح حسين يكشف عن الأفيش الأول لـ"الرجل الأخطر"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon