مكرم محمد أحمد
مع كل الاحترام لحكومة المهندس إبراهيم محلب، ومع تقديري البالغ للجهد المهم الذي يبذله في زياراته الميدانية، فإن غالبية المصريين لاتلمس حتي الآن تغيرا جوهريا في أداء الحكومة، يؤكد قدرتها المتزايدة علي فرض الاستقرار وحصار الارهاب واجتثاث جذوره.
فلا تزال الجامعات المصرية في حالة هياج مستمر بسبب بضع مئات من انصار جماعة الاخوان تعجز إدارات الجامعات عن ردعهم، ولا تزال الهجمات مستمرة علي مقرات الامن والشرطة، ولا نزال نفقد كل يوم المزيد من الضحايا، شباب في عمر الورود، ورجال عظام يقضون نحبهم في عمليات إرهاب خسيسة تستهدف ترويع الشرطة وخلخلة الامن، دون إشارات واضحة تؤكد لنا ان هذا الخطر يتقلص علي نحو مستمر كما تقلصت قدرة الجماعة علي الحشد.
صحيح ان رئيس مجلس الوزراء طلب من حكومته ان تكون في حالة حرب، تخرج من حالة الدفاع عن النفس إلي حالة الهجوم والمطاردة وتمسك بزمام المبادرة، لكن ذلك لا يتم بصورة كافية تقنعنا بان الغد سوف يكون احسن من الامس، وان النصر قادم لا ريب في ذلك، ولا يزال السؤال المهم متي نتخلص من هذا الارهاب دون اجابة واضحة..، ولست أريد ان اقلل من حجم الجهد الذي تبذله الشرطة والامن، او أبخس تضحياتهم العظيمة التي يعترف بها الجميع، لكننا نريد حالة من اليقظة الدائمة والمستمرة لاتبرد ولاتفتر ولا تمكن المجرم من الافلات بجريمته، ونريد تعاونا اكبر بين الشعب والامن يساعد علي كشف المزيد من اوكارالارهاب، ونريد نشاطا سياسيا اكبر في الاحياء التي تحولت إلي بؤر لنشاط جماعة الاخوان، يشل قدرة هذه الجماعات علي الفعل ويشعرها انها تحت رقابة الشعب المستمرة، خاصة انهم لا يمثلون الاغلبية في معظم هذه الاحياء، ونريد جهودا شعبية متنامية في هذه الاحياء تتقصي اوجه القصور في الخدمات وتعمل علي تحسينها، وتزيد من وعي الشعب بضرورة مقاومة الارهاب، ونريد جهدا ثقافيا علي مستوي عواصم المحافظات يفضح جماعات المنافقين التي تدعي انها جزء من الثورة الشعبية، لكنها تمثل في الحقيقة ثورة مضادة هدفها خلخلة الجبهة الداخلية.
"الأهرام"