توقيت القاهرة المحلي 23:56:23 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أسئلة الساعة

  مصر اليوم -

أسئلة الساعة

فهمي هويدي

صبيحة اليوم الثالث والعشرين من شهر سبتمبر من العام الماضى كان العنوان الرئيسى لصحيفة الأهرام كالتالى: إعلان مصر خالية من الإرهاب خلال أيام. ولأهمية الخبر فإن الجريدة نشرت العنوان باللون الأحمر. وصاغ الخبر رئيس التحرير آنذاك الذى كتب قائلا: تعلن مصر رسميا خلال أيام قليلة قد لا تتجاوز أسبوعا خلوها من مظاهر وأشكال الإرهاب، سواء فى سيناء أو فى أى مكان آخر، لتبدأ معركة جديدة ضد ما يسمى «الطابور الخامس»، الذى يضم سياسيين وصحفيين وأعضاء فى منظمات المجتمع المدنى.

من خبراتنا تعلمنا أن جريدة بوزن الأهرام حين تنشر خبرا بهذه الأهمية منسوبا إلى رئيس تحريرها، فإنه فى ذلك لا يعتمد على «شطارته» فحسب، ولكنه ما كان له ان ينشره إلا بناء على تسريب أو توجيه من المصادر العليا، التى درجنا على وضفها بالسيادية.

هذه الخلفية استعدتها حين وقعت الواقعة أمس الأول (الجمعة 24/10) وأذهلنا خبر الجريمة المروعة التى وقعت فى شمال سيناء، وراح ضحيتها أكثر من 30 جنديا وضابطا من أبناء مصر الأبرياء والشرفاء الذين قتلتهم يد الإرهاب والغدر. إذ لا يجد المرء كلمات يعبر بها سواء بالحزن والفجيعة، أو عن مواساته لأهالى هؤلاء الشهداء، إلا أنه حين يستعيد توازنه، فإنه لا يستطيع أن يحجب دهشة تتملكه وتستدعى معها مجموعة من الأسئلة المهمة التى يجب ان تطرح، لكى نفهم ما جرى ونحاسب المسئولين عنه. وأيضا لكى نضع حدا لمثل تلك المذابح التى يدهشنا ويفزعنا تكرارها حتى لا نكاد نصدق تنامى أعداد ومؤشرات ضحاياها.

أدرى أن الفضائيات المصرية لم تقصر فى تغطية الحدث فى مساء يوم وقوعه (الجمعة)، وقد لاحظت ان الحوارات التى جرى بثها غلب عليها الانفعال، الذى لم يسمح بالتروى والتفكير. ومن ثم فإنها ركزت على مقترحات القمع والتأديب، التى فهمت منها انها استهدفت معاقبة أهل شمال سيناء وتهجيرهم من بعض المناطق، بدعوى تطهير سيناء من الإرهابيين. على صعيد آخر فإن التحرك الرسمى تمثل فى المسارعة إلى عقد اجتماعين عاجلين لمجلس الدفاع الوطنى والمجلس الأعلى للقوات المسلحة، لا أشك فى محور البحث فيهما تمثل فى محاولة الإجابة عن السؤال التالى: ما العمل؟ لا علم لى بما دار فى الاجتماعين، لكننى أزعم أن الحدث يثير مجموعة من الأسئلة يتعين الإجابة عنها فى مقدمتها ما يلى:

• من هم الجناة الذين ارتكبوا المذبحة، وهل هم ضمن حلقات المجموعات التى قامت بتفجيرات طابا وشرم الشيخ فى عامى 2004 و2005، أم أنهم فئات جديدة؟

• لماذا تحولت تلك المجموعات من توجيه عملياتها صوب الإسرائيليين من خلال ضرب سيّاحهم ونسف الأنبوب الموصل للغاز إليهم، إلى استهداف الجيش والشرطة المصرية فى سيناء وخارجها؟

• هل هناك علاقة بين تصعيد تلك المجموعات عملياتها ضد الشرطة والجيش وبين وقوع الصدام بين السلطة والإخوان فى 30 يونيو 2013 وما بعدها؟

• هل للسياسة دور فى مواجهة الأزمة. أم أن الحل الأمنى وحده هو الكفيل بذلك؟ ولماذا لم يحقق لذلك الحل الأخير أهدافه فى القضاء على الإرهاب فى سيناء طوال السنوات العشر الماضية، رغم كل المداهمات والتصفيات والملاحقات التى تمت خلال تلك الفترة؟

• هل تسهم محاولة تنمية سيناء فى امتصاص المرارة والغضب فى محيط القبائل، وهل تتغير النتائج إذا ما حل الاحتواء محل العراك والصراع؟

• هل هناك تقصير فى تأمين الجنود المصريين وحمايتهم من الأخطار التى تهدد حياتهم فى سيناء، وما هى الثغرات التى أدت إلى تكرار المذابح التى راح ضحيتها العشرات من أولئك الجنود؟

• أين الجهد الاستخبارى والاستطلاعى الذى يجهض العمليات قبل وقوعها، ويخترق صفوف الإرهابيين ويتواصل مع شيوخ وعناصر القبائل سواء للتوصل إلى العناصر الإرهابية أو لتأمين قوات الجيش والشرطة؟

• هل يعقل ألا تفرز سيناء سوى العناصر الجهادية والتكفيرية المخاصمة للسلطة والمتمردة عليها، وهل هناك خطأ فى قراءة الواقع السيناوى لم يسمح لنا برؤية الأوجه الأخرى لذلك المجتمع، أم أن الخطأ فى البيئة التى لم تعد تفرز سوى تلك النوعية من عنف السلوك؟

يخوفنى العقل الأمنى إذا تولى الإجابة عن تلك الأسئلة. ويخوفنى أكثر العقل المكابر والاستعلائى الذى يرفض الاعتراف بالخطأ أو نقد الذات، رغم أن خبرة السنين مع هؤلاء وهؤلاء أوصلتنا إلى ما وصلنا إليه. الأمر الذى يدعونى إلى طرح سؤال آخر هو: كم سنة أخرى ينبغى أن تمر وكم جنديا وضابطا مصريا ينبغى أن يقتلوا لكى نفيق ونقدم إجابة صريحة ونزيهة على تلك الأسئلة.

ملاحظتى الأخيرة ان خبر الأهرام إذا لم يصح فى جزئه الأول فأرجو ألا يعوض ذلك بتأكيد صحة جزائه الأخير!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أسئلة الساعة أسئلة الساعة



GMT 20:18 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

مع ابن بجاد حول الفلسفة والحضارة

GMT 00:00 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

هل نحتاج حزبا جديدا؟

GMT 09:08 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

7 فرق و11 لاعبًا نجوم البريمييرليج!

GMT 08:51 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

بشار في دور إسكوبار

GMT 08:49 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

دمامة الشقيقة

GMT 08:48 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

سوريا الجديدة والمؤشرات المتضاربة

GMT 08:47 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

هجمات رأس السنة الإرهابية... ما الرسالة؟

GMT 08:46 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

الشرق الأوسط الجديد: الفيل في الغرفة

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:13 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة
  مصر اليوم - زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة

GMT 00:00 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

محمد سعد يشيد بتعاونه مع باسم سمرة ونجوم فيلم "الدشاش"
  مصر اليوم - محمد سعد يشيد بتعاونه مع باسم سمرة ونجوم فيلم الدشاش

GMT 22:20 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

دراسة حديثة تكشف علاقة الكوابيس الليلية بالخرف

GMT 22:21 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

عباس النوري يتحدث عن نقطة قوة سوريا ويوجه رسالة للحكومة

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 09:13 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 06:04 2024 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الثلاثاء 31 ديسمبر / كانون الأول 2024

GMT 14:18 2024 السبت ,13 كانون الثاني / يناير

من أي معدن سُكب هذا الدحدوح!

GMT 21:19 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

البورصة المصرية تربح 7.4 مليارات جنيه ومؤشرها الرئيس يقفز 1.26%
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon