توقيت القاهرة المحلي 12:38:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ثلاث ملاحظات

  مصر اليوم -

ثلاث ملاحظات

فهمي هويدي

لدى ثلاث كلمات أختم بها حوارا مع كاتب جريدة «المصرى اليوم» الذى يوقع باسم «نيوتن» على عموده اليومى. ذلك أنه كان قد كتب فى 7/5 تعليقا على إعلان المشير عبدالفتاح السيسى عن أنه لن يكون للإخوان مكان فى عهده (المتوقع). ووصف الكاتب هذا الكلام بأنه «شديد الخطورة» ثم ألقى عليه بعض الأسئلة التى من بينها: هل هذا ممكن؟ وهل يقدر على ذلك؟ وكيف سيحث الشباب إلى التخلى عن جماعتهم؟ وهل سيدفعهم ذلك إلى اللجوء إلى العمل السرى؟ إلى غير ذلك من التساؤلات التى وصفتها فى مقالة نشرت فى 13/5 بأنها مشروعة ومهمة، وقلت بعد ذلك ما نصه «لا يحتاج المرء لأن يكون إخوانى الهوى لكى يستغرب أو يشكك فى جدوى قرار الشطب، ويحذر من مغبته. حيث يكفى أن يكون لديه عقل سياسى لكى يطرحها، لا حبا فى الإخوان ولكن تعبيرا عن القلق على مستقبل الاستقرار فى الوطن».
هذا الذى قلته لم يعجب الكاتب المحترم، فرد علىّ فى 16/5 بتعليق هو الذى دعانى إلى تسجيل الملاحظات الثلاث. ملاحظتى الأولى تتعلق بقوله أننى حين اعتبرت أسئلته تعبيرا عن القلق على مستقبل الاستقرار فى الوطن، فإننى عمدت إلى تأويل كلامه لكى يتفق مع هواى. وأوضح أنه ليس مشغولا بما ذكرت ولكنه أراد أن يعرف طريقة تفكير المشير السيسى فى تنفيذ ما أعلنه.
كنت أعرف أن الكاتب معارض للإخوان على طول الخط. وهو ما احترمته، وقد أشار إلى أنه كتب عدة مرات فى معارضته لكننى لم أقترب مما ذكره، على حد قوله، وهو ما يدعونى إلى رد مقولته بأننى كتبت أكثر منه فى انتقاد سياسة الدكتور محمد مرسى أثناء وجوده فى السلطة، ولكنه من جانبه نسيه أو تجاهله. وادعى أننى بما كتبت فى 13/5 أردت أن أدلل على أن هناك من يؤيد موقفى. والحقيقة أننى أحسنت الظن به حين تصورت أننا إذا اختلفنا فى أمور عدة فإن استقرار الوطن يشكل نقطة اتفاق تجمعنا. لذلك ظننت أنه بحديثه عن «خطورة» كلام المشير السيسى كان مشغولا بالأثر السلبى الذى يترتب على ذلك فيما يخص استقرار الوطن. ذلك أن شطب أو إبادة فصيل سياسى متجذر فى المجتمع المصرى منذ 85 عاما أمر خطير فعلا قد يكون مكلفا ومؤثرا على استقرار المجتمع. وقد فهمت من رده أن ما ذهبت إليه أمر لا يؤرقه، وأنه حين طرح أسئلته لم يكن يقصد بها الاعتراض على الشطب والإبادة، ولكنه أراد أن يطمئن إلى قدرة المشير السيسى على إنجازهما. وهو إيضاح أشكره عليه لأنه صوَّب نظرتى إلى كتاباته وموقفه.
بعد أن أوضح موقفه من الفكرة، فإنه أراد أن يعلن البراءة من العلاقة. ذلك أنه استغرب إشارتى إليه بكلمة «صاحبنا» قائلا إنه ليست بيننا أية علاقة أو معرفة. ولا أعرف ما إذا كانت ملاحظته تلك على سبيل إزالة الالتباس أو الاستنكار، وإذ أقر بأنه ليس بيننا معرفة أو صداقة أنوِّه إلى أننى أطلقت عليه تلك الصفة تأدبا وتلطفا. وهو ما تعلمناه فى ديننا. ذلك أن القرآن حين تحدث عن علاقة الأنبياء بأقوامهم المنكرين والجاحدين فقد وصف كل واحد منهم فى 14 موضعا بأنه «أخوهم» دون أن تربطه بهم بالضرورة علاقة عضوية تبرر ذلك. ولكنها لغة فى ثقافة تحترم العلاقة الإنسانية وتعلى من قدرها، بصرف النظر عن الاختلاف فى الاعتقاد فما بالك بالاختلاف فى الاجتهاد والنظر السياسى. وقد اهتدى الإمام أبوحامد الغزالى بهذا المعنى فيما كتبه عن «أدب المناظرة» ضمن كتابه «إحياء علوم الدين». إذ حث على امتداح فضائل الطرف الآخر فى المناظرة، باعتبار أن هدفها المرجو هو إظهار الحق. وليس الغلبة والإفحام وغير ذلك من الأمور المذمومة عند الله على حد تعبيره. إضافة إلى ما سبق، فإننى حين وصفت الكاتب بأنه «صاحبنا» على غير معرفة سابقة به فإننى انطلقت ليس فقط من تقدير لعفة لسانه ولتعقله واتزانه فى الكثير مما يكتب، رغم ما بيننا من خلاف، ولكن أيضا لأننى أزعم اقتناعا بما أورده القلقشندى صاحب كتاب «صبح الأعشى» ونقله عن الحسن بن وهب من أن «الكتابة نفس واحدة تجزأت فى أبدان متفرقة». ولا أعرف ما إذا كان ذلك يستحق الاعتذار من جانبى أم لا.
الملحوظة الثالثة أن «صاحبنا» ذكر أننى أقف وحيدا فى الساحة «لا يوجد غيره يقول ما يقول ولا يوجد أحد يمكن أن يساند وجهة نظره».. ثم ختم كلامه قائلا: «أتخيل مأساة أن يكون وحده». ولست واثقا من دقة ما ذكره عن وقوفى وحيدا فى الساحة، إلا أننى لا أنكر أننى لست معنيا بموقعى من السرب، هل أنا منخرط فيه أم بعيد عنه، لأن لى وجهة أخرى أقصدها أخطأت أم أصبت. وترن فى أذنى طول الوقت كلمات الحديث النبوى: لا يكن أحدكم إمَّعة يقول أنا مع الناس إن أحسنوا أحسنت وإن أساءوا أسأت. ولكن وطِّنوا أنفسكم إذا أحسن الناس أن تحسنوا وإن أساءوا أن تجتنبوا إساءتهم.
علما بأننى لست ممن يرون الأمور إما خطأ وإما صوابا، لأن هناك أكثر من اختلاف فى الصواب، والمذاهب الأربعة عند أهل السنة نموذج لذلك. وأذكر فى النهاية بأن الخلاف لا ينبغى أن يفسد الود أو ينتقص من الاحترام. ونصيب «صاحبنا» من الاثنين محفوظ عندى فى كل الأحوال.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ثلاث ملاحظات ثلاث ملاحظات



GMT 09:00 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

هل مع الفيروس الجديد سيعود الإغلاق؟

GMT 08:25 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

التغيير في سورية... تغيير التوازن الإقليمي

GMT 08:24 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

هذه الأقدام تقول الكثير من الأشياء

GMT 08:23 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أحاديث الأكلات والذكريات

GMT 08:23 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

كبير الجلادين

GMT 08:21 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

سوريا... والهستيريا

GMT 08:20 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

جرعة تفاؤل!

GMT 08:18 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

لا يطمئن السوريّين إلّا... وطنيّتهم السوريّة

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله
  مصر اليوم - إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله

GMT 09:32 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

بسمة بوسيل تشوّق جمهورها لأغنيتها الجديدة "لأ ثواني"
  مصر اليوم - بسمة بوسيل تشوّق جمهورها لأغنيتها الجديدة لأ ثواني

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 01:15 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل ألعاب يمكن تحميلها الآن على هاتف الآيفون مجانا

GMT 06:21 2019 السبت ,19 كانون الثاني / يناير

نوبة قلبية تقتل "الحصان وصاحبته" في آن واحد

GMT 22:33 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد ممدوح يوجه الشكر للجامعة الألمانية عبر "انستغرام"

GMT 16:44 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمن المركزي يحبط هجومًا انتحاريًا على كمين في "العريش"

GMT 03:36 2018 الجمعة ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"طرق التجارة في الجزيرة العربية" يضيف 16 قطعة من الإمارات

GMT 01:03 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل العيش السوري او فاهيتاس بسهولة فى البيت

GMT 08:12 2018 الثلاثاء ,11 أيلول / سبتمبر

ليدي غاغا تُظهر أناقتها خلال العرض الأول لفيلمها

GMT 16:10 2018 السبت ,01 أيلول / سبتمبر

جماهير روما تهاجم إدارة النادي بعد ضربة ميلان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon