توقيت القاهرة المحلي 22:11:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مبادرات هناك ودموع هنا

  مصر اليوم -

مبادرات هناك ودموع هنا

فهمي هويدي

قرر أحد رجال الأعمال الكنديين دفع ١.٥ مليون دولار كندى لاستقبال ٥٠ عائلة سورية ومساعدتها على الاستقرار فى مدينة «جولف» فى ضواحى تورنتو، وقبل ذلك أعلن عروس وعريس إلغاء حفل زفافهما والتبرع بما لديهما من أموال خصصت للمناسبة لتمكين عائلة سورية من الاستقرار فى كندا.

موقع «هنتجتون» العربى نقل تفاصيل القصة عن الصحف الكندية كالتالى: المليونير اسمه جيم استيل روعته الصور التى شاهدها والقصص التى طالعها بخصوص كارثة اللاجئين السوريين، فطرأت له فكرة دعوة أصدقائه والمقربين منه إلى التطوع لتوفير منازل كافية تأوى ٥٠ عائلة سورية. كما طلب منهم جمع الملابس التى تحميهم من برد الشتاء فى كندا، وبدأ فى البحث عن الأماكن التى سيتم فيها تعليمهم اللغة الإنجليزية. أى أنه لم يعلن قراره الشجاع فحسب، وإنما بادر إلى اتخاذ الخطوات العملية لتنفيذ المشروع. ذلك ان تحمل مسئولية ٥٠ عائلة سورية ليس بالأمر الهين. ذلك ان القانون الكندى فى هذه الحالة يحمله بالمسئولية ليس فقط تغطية نفقات انتقالهم إلى البلاد (العائلة تتكلف ٣٠٠٠ دولار) وإنما عليه أيضا أن يتكفل بتدبير إقامتهم وإطعامهم وإيجاد عمل لهم. إضافة إلى متطلبات وإجراءات استقرارهم الأخرى.

الرجل ــ جيم استيل ــ أعلن عن حدود التزامه المالى، وقال إن العبء أثقل من أن يتحمله وحده. لذلك فإنه وجه نداء إلى سكان مدينته الصغيرة «جولف» من أجل مساعدته على إنجاح مشروعه. ولم يخيب السكان ظنه لأنهم بادروا بتقديم المعونات المالية والثياب وتوفير مختلف الاحتياجات المطلوبة لاستقرار الوافدين.

قبل ان يعلن رجل الأعمال مبادرته تحدثت الصحف عن قصة العروسين اللذين قررا إلغاء حفل زفافهما والتبرع بمصروفاته لصالح استقرار عائلة سورية. العروسان هما سامنتا جاكسون وزوجها فارزين يوسفيان (من أصول إيرانية على الأرجح). وكان مقررا الاحتفال بزفافهما فى شهر مارس المقبل. وقد أعلنا ذلك على زملائهما وحجزا صالة أفراح لاستقبال المدعوين. إلا أن معاناة اللاجئين السوريين أرقت ضميرهما. وكات صورة جثة الطفل السورى الغريق التى ألقت بها الأمواج على الساحل نقطة التحول التى دفعتهما إلى إلغاء حفل الزفاف والاكتفاء بحفل منزلى بسيط لإعلان القرار. وفى إعلانهما للقرار ذكرا ان ما يملكانه لا يتجاوز ١٧.٥٠٠ ألف دولار، لكنها لا تكفى للم شمل عائلة سورية، وقالا انهما بحاجة إلى عشرة آلاف دولار أخرى لإنجاز المهمة، وهو ما تكفل به أصدقاء العروسين.

فى الوقت ذاته تبرع مدير شركة للعقارات والفنادق فى فانكوفر وتورنتو وأوتاوا بإعمار وصيانة ١٢ شقة فى أحد الأبراج السكنية لاستقبال اللاجئين السوريين فى الجهة الغربية من مدينة فانكوفر. وقام الرجل ــ اسمه ايان جيليسبى ــ بعرض تلك الشقق على جمعية خدمات المهاجرين بالمدينة بعد تأثيثها بالأثاث اللازم لاستقبال اللاجئين.

جدير بالذكر أن الحكومة الكندية أعلنت عن أنها ستعتبر كل من يطأ أراضيها من السوريين أو العراقيين لاجئا دون انتظار للإجراءات التى تتبعها الأمم المتحدة فى هذا الصدد. كما خصصت صفحة فى موقعها على الإنترنت تضمنت الإرشادات الكاملة لكيفية مساعدة اللاجئين السوريين من خلال برنامج تم وضع تفاصيله على الموقع.

تفاصيل التقرير مفرحة ومحزنة فى الوقت ذاته. مفرحة لأن المشاعر النبيلة التى عبر عنها هؤلاء أكدت أن منابع الخير موجودة فى كل مكان، لكننا بحاجة إلى الوصول إليها واستنهاضها. أما المحزن فى الأمر فهو حصيلة المقارنة مع العالم العربى الذى نعرف جيدا أنه أكثر سخاء ولجماهيره والقادرين فيه دورهم الذى لا ينكر فى الإغاثة والبر. إلا أننا لم نشهد موقفا واضحا من جانب الأثرياء العرب فى إغاثة اللاجئين، باستثناء العرض الذى قدمه رجل الأعمال المصرى نجيب ساويرس لشراء إحدى الجزر فى البحر الأبيض لإسكان اللاجئين فيها، وأوقف المشروع حين لم تتم الصفقة. من ناحية أخرى فإن الحسابات الأمنية شلت أيدى المنظمات الإغاثية التى كان يمكن ان تقوم بدور كبير فى رعاية اللاجئين من خلال جمع الزكوات والتبرعات. وكانت النتيجة ان تلك المنظمات وقفت متفرجة، فلا قامت الحكومات بواجبها ولا تركت غيرها ينهض بالمهمة.

واقتصر دورنا على أن نصفق للخيرين فى العالم الخارجى وان نعبر عن الأسف ونذرف الدمع حزنا على الضحايا، لقد اعتدنا على ان يحجب دورنا فى المشاركة السياسية، ولم نتوقع يوما ما ان يحجب ذلك الدور فى مصارف الخير أيضا. اننا نتراجع إلى الوراء حينا بعد حين، فى حين ينطلق العالم الى مستقبل بسرعة الصارخ فى مختلف المجالات.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مبادرات هناك ودموع هنا مبادرات هناك ودموع هنا



GMT 08:48 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

بيت من زجاج

GMT 08:46 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

إدارة ترامب والبعد الصيني – الإيراني لحرب أوكرانيا...

GMT 08:45 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب ومشروع تغيير المنطقة

GMT 08:44 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ماذا جرى في «المدينة على الجبل»؟

GMT 08:34 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

طبيبة في عيادة «الترند»!

GMT 08:33 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

الشعوذة الصحافية

GMT 08:32 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ولاية ترمب الثانية: التحديات القادمة

GMT 08:31 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

من الرياض... التزامات السلام المشروط

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:04 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية
  مصر اليوم - حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية

GMT 11:43 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

تامر حسني يدعو لتبني طفل عبقري

GMT 14:33 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الملكة رانيا العبدالله تستمتع بوقتها مع حفيدتها

GMT 07:55 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتقاضى 634 ألف دولار يومياً مع النصر السعودي

GMT 09:37 2024 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار السيارات الكهربائية في طريقها لتراجع كبير

GMT 01:56 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

التعليم.. والسيارة ربع النقل!

GMT 05:08 2024 الأربعاء ,21 آب / أغسطس

مرشح رئاسي معتدل ينتقد سياسة الحجاب في إيران

GMT 05:33 2021 الأحد ,26 كانون الأول / ديسمبر

جالطة سراي يخطر الزمالك بتفعيل بند شراء مصطفى محمد

GMT 03:52 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تدريس الرياضيات يحسّن من مستوى الطلبة؟
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon