توقيت القاهرة المحلي 18:32:28 آخر تحديث
  مصر اليوم -

وصف مصر الأخرى

  مصر اليوم -

وصف مصر الأخرى

بقلم فهمي هويدي

نداء الحاج السيد فؤاد عباس وراء اكتشافى لوثيقة خرائط الريف المصرى. وكان النداء قد أثار انتباهى حين وجدته منشورا كإعلان على الصفحة الأولى لجريدة الوطن فى 14/3 الحالى. لا أعرف الرجل ولم أسمع باسمه من قبل لكنى وجدته يطالب الحكومة بأن «تنظر إلى الصعيد الذى كان ولايزال مهمشا حتى أصبح يعانى من أعلى معدلات الفقر». لم أعرف السبب الذى دعا الحاج السيد لنشر الإعلان على حسابه الخاص. والتوقيع باسمه فى ختامه، مشيرا إلى أنه من مركز طهطا ــ محافظة سوهاج ــ خطر لى أن يكون وراء الإعلان حسابات شخصية تتعلق بالانتخابات المحلية أو بأى منافسات قبلية أخرى. إلا أننى لم أتوقف طويلا أمام الدوافع وما شغلنى كان الموضوع. إذ إن أزمة الفقر وتراجع معدلات التنمية فى الصعيد لم تكن خبرا جديدا، إلا أن نشر الإعلان شجعنى على محاولة تحرى حجم المسألة. وما إذا كانت الأزمة مقصورة على محافظات الصعيد فحسب، أم أنها مشكلة مصرية تشمل أيضا محافظات الوجه البحرى وما نسميه بمحافظات الحدود. البحث قادنى إلى مفاجأة العثور على دراسة موسعة لأوضاع الريف اعتبرها وصفا لمصر الأخرى، غير التلفزيونية التى عادة ما نقرأ أخبارها على صفحات الحوادث. أتحدث عن نتائج المسح الشامل لخصائص الريف المصرى فى عام 2015. وهو الذى أجراه باحثو وخبراء الجهاز المركأى للتعبئة العامة والإحصاء وشمل عرضا لأوضاع 4655 قرية فى طول البلاد وعرضها.

الدراسة مهمة وغير مسبوقة، وفهمت من رئيس الجهاز اللواء أبوبكر الجندى أن كل محافظة تلقت تقريرا مفصلا حول أوضاع القرى التى تدخل فى نطاقها، ليكون كل محافظ وكل مسئول فيها على بينة من الحقائق المماثلة على الأرض فى دائرة اختصاصه. ولأن الدراسة تضم آلاف الأرقام والبيانات ويتعذر الإحاطة بمضمونها فى الحيز المتاح، فإننى سأكتفى بنوعين من الملاحظات. الأول تتعلق بالملاحظات العامة على قرى الجمهورية. والثانية تخص المقارنة بين حظوظ الريف فى الوجه البحرى مقارنة بمثيله فى الوجه القبلى. من أبرز الملاحظات العامة الأولى ما يلى:

< رغم أن 97.5٪ من إجمالى القرى تتصل معظم مبانيها بالشبكة العامة للكهرباء، إلا أن 15.4٪ فقط من القرى نادرا ما ينقطع عنها التيار. لأن نحو 23٪ منها ينقطع عنها التيار الكهربائى يوميا، وبقية القرى ينقطع عنها التيار مرة أو مرتين أو ثلاثة كل أسبوع.

< بالمثل فإن 96.5٪ من القرى تتصل أغلب مساكنها بشبكة المياه، إلا أن 27.6٪ فقط منها لا تنقطع عنها المياه. فى حين أن 15٪ تنقطع عنها المياه يوميا. وأكثر من 57٪ من القرى تعانى من الانقطاع ما بين مرة وثلاث مرات أسبوعيا.

< ثلاثة أرباع القرى لا يوجد بها شبكة صرف صحى. وفى الربع الموصول بالشبكة فإن 4٪ من القرى تعانى فيها شبكة الصرف من الانسداد بصفة يومية.

< فما خص الظروف البيئية تبين أن 71٪ من المبانى فى القرى غير مكتملة البناء و68٪ منها يعانى من الحيوانات الضالة و39٪ تعانى من وجود القمامة فى الشوارع و24٪ تعانى من طفح المجارى و52٪ بها أبراج لشبكات الضغط العالى و51٪ بها أبراج لشبكات المحمول.

< 95٪ من القرى بها مدارس ابتدائية حكومية و18٪ فقط بها مدارس ثانوية.

< 70٪ من القرى بها وحدات صحية و60٪ بها عيادات خاصة للأطباء و81٪ بها صيدليات و40٪ فقط بها مراكز لرعاية الأمومة والطفولة و14٪ بها فقط نقاط الإسعاف.

< 2٪ فقط من القرى تتوافر بها وسائل نقل تابعة للدولة و78٪ منها تعتمد على التوك توك وبقية القرى تعتمد فى الانتقال على سيارات الميكروباص أو عربات نصف نقل.

< 95٪ من القرى بها دور للعبادة (مساجد أو كنائس) و88٪ بها أفران بلدية و67٪ بها مراكز لرعاية الشباب و47٪ من القرى بها محال تعلن عن استخدام الهاتف و27٪ بها سنترال خاص. و20٪ بها نت كافيه و3٪ بها حدائق عامة.

< 61٪ من القرى تعانى مبانيها من نشع المياه و30٪ من القرى يوجد بها رشاح (مصارف راكدة وغير مغطاة) ــ و76٪ من القرى تلقى بالقمامة فى الرشاح و57٪ منها تلقى فيها بالحيوانات الميتة.

< 70٪ من القرى تحتاج إلى توفير خدمة الصرف الصحى و59٪ منها تعانى من النقص فى المدارس و40٪ يحتاج إلى مستوصفات لعلاج المرضى.

غدا بإذن الله نستعرض المقارنات بين الريف فى الصعيد والوجه البحرى.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وصف مصر الأخرى وصف مصر الأخرى



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 08:35 2024 الأحد ,22 أيلول / سبتمبر

دفاتر النكسة

GMT 08:31 2024 الأحد ,22 أيلول / سبتمبر

نتنياهو يغير «حزب الله»

GMT 08:27 2024 الأحد ,22 أيلول / سبتمبر

بعد تحوّل حرب غزّة.. إلى حرب "بيبي"

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:04 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية
  مصر اليوم - حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية

GMT 11:43 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

تامر حسني يدعو لتبني طفل عبقري

GMT 14:33 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الملكة رانيا العبدالله تستمتع بوقتها مع حفيدتها

GMT 07:55 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتقاضى 634 ألف دولار يومياً مع النصر السعودي

GMT 09:37 2024 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار السيارات الكهربائية في طريقها لتراجع كبير

GMT 01:56 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

التعليم.. والسيارة ربع النقل!

GMT 05:08 2024 الأربعاء ,21 آب / أغسطس

مرشح رئاسي معتدل ينتقد سياسة الحجاب في إيران

GMT 05:33 2021 الأحد ,26 كانون الأول / ديسمبر

جالطة سراي يخطر الزمالك بتفعيل بند شراء مصطفى محمد

GMT 03:52 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تدريس الرياضيات يحسّن من مستوى الطلبة؟
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon