توقيت القاهرة المحلي 07:29:36 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إسرائيل ومصر وحماس ضد داعش؟

  مصر اليوم -

إسرائيل ومصر وحماس ضد داعش

بقلم فهمي هويدي

هل يمكن أن تتحالف إسرائيل وحماس ومصر فى مواجهة داعش فى سيناء؟ «الواشنطن بوست» ردت على السؤال بالإيجاب، ونشرت تقريرا تحت عنوان أعلن مضمونه إقامة ذلك التحالف، فى عددها الصادر فى يوم السبت ٣٠ أبريل الذى غادرناه توا. ومما ذكرته الصحيفة الأمريكية أن الهجمات التى شنتها عناصر تنظيم الدولة اتسمت بدرجة من الكثافة والتعقيد، استدعت إجراء تفاهمات بين الأطراف الثلاثة لمحاولة احتواء نفوذ «داعش» قبل أن يستفحل ويشكل خطرا على الجميع. ذلك أن مصر إذا كان يؤرقها نشاط داعش فى سيناء. فإن إسرائيل تراقب الموقف بحذر أشد. معتبرة أنها يمكن أن تصبح هدفا للتنظيم فى طور لاحق. ومما أشار إليه تقرير الواشنطن بوست أنه بعدما حدثت عدة إصابات بين أربعة من جنود قوات المراقبة الدولية فى سيناء، وبعدما استهدفت «الولاية» بعض آلياتها فإن الولايات المتحدة التى لها ٧٠٠ جندى ضمن تلك القوات ومعهم آخرون من بلدان أخرى أعربت عن قلقها إزاء تطورات الموقف فى سيناء. وهو ما دفع قائد المنطقة المركزية الأمريكى الجنرال جوزيف واتفورد لزيارة القاهرة مرتين فى الشهر الماضى والذى سبقه لمناقشة الوضع هناك إضافة إلى بحث ملف الأمن الإقليمى. وكان التطور فى عمليات داعش قد أثار اهتمام المخابرات الأمريكية فى الآونة الأخيرة، وبوجه أخص فى أعقاب تفجيرها لطائرة الركاب الروسية الذى أسفر عن مقتل ٢٢٤ شخصا هم كل ركابها. وكانت تلك العملية إضافة إلى قرائن أخرى قد دلت على ما تتمتع به داعش من قدرات خاصة، سواء فى التسليح أو التخطيط من بين العوامل التى حركت التفاهمات التى حدثت بين مختلف الأطراف لمحاولة وضع حد لتنامى أنشطة التنظيم فى سيناء، تجنبا لتداعياته المستقبلية التى اهتمت بها مصر وإسرائيل فى الوقت نفسه.

القلق المصرى والإسرائيلى استدعى إشراك حماس فى مخطط المواجهة، كى تقوم بدور فى تشديد ضبط الحدود والأنفاق بما يضيق من مجال حركة داعش ويحد من استثمارهم للأنفاق وتواصلهم مع أقرانهم فى غزة. ويبدو أن حماس لم تمانع فى أن تقوم بالمهمة من ناحية للتأكيد على أنها لم تكن يوما ما طرفا فى الأحداث التى شهدتها مصر فى سيناء أو فى غيرها. رغم أن أصابع الاتهام إشارت إليها مرارا فى ذلك. ومن ناحية ثانية لأن العلاقة يشوبها التوتر التقليدى بين حماس وحركة السلفية الجهادية التى هى الأساس فى فكر داعش التى حكمت عليها بالردة. ومعروف أن زعيم السلفية الجهادية فى رفح عبداللطيف موسى الملقب بـ«أبى النور المقدسى» كان قد أعلن قيام «الإمارة الإسلامية فى أكناف بيت المقدس عقب صلاة الجمعة فى مسجد ابن تيمية برفح (فى ١٤/٨/٢٠٠٩)، الأمر الذى دفع حماس إلى محاصرة المسجد والاشتباك مع المقدسى وجماعته، مما أدى إلى مقتله مع عشرة من أنصاره واعتقال عشرات آخرين.

تحدث التقرير عن أن حماس اتخذت أخيرا عدة إجراءات تنفيذية لإحكام ضبط الحدود التزاما بالاتفاق الذى تم. إذ شوهد عدة مئات من جنودها قد انتشروا على حدود القطاع.

أغلب الظن أن الموضوع أثير أثناء زيارات وفد حماس الأخيرة للقاهرة، التى بدأت وتكررت بعدما أعلن وزير الداخلية اتهامها بالضلوع فى اغتيال المستشار هشام بركات النائب العام المصرى السابق، ورغم أن وفد حماس وكذلك المصادر المصرية تكتمت أمر المباحثات التى جرت بين الطرفين، إلا أن تقرير الواشنطن بوست يسلط الضوء على بعض جوانبها على الأقل. خصوصا أن قادة حماس وفى مقدمتهم نائب رئيس المكتب السياسى الدكتور موسى أبومرزوق دأبوا على الحديث عن تطلعاتهم لتوثيق العلاقات مع القاهرة وإزالة الشوائب التى أثيرت حولها فى وسائل الإعلام وروجتها أطراف حريصة على استمرار تأزيم العلاقة مع مصر، لتثبيت إغلاق معبر رفح ومن ثم ممارسة الضغط على حماس فى الداخل.

إزاء ذلك فلعلى أذهب إلى أن حديث الواشنطن بوست عن «تحالف» بين إسرائيل وحماس ومصر على مواجهة جماعة «داعش» اتسم بالمبالغة، لأن التفاهم الحقيقى تم بين حماس والقاهرة، فى حين تولت القاهرة من جانبها الاتفاق مع الإسرائيليين. ومن ثم لم يكن هناك تفاهم حول الموضوع بين حماس وإسرائيل، لأن الفجوة بين الطرفين أعمق من أن يتم تجاوزها والصراع بينها لايزال على أشده ــ والله أعلم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إسرائيل ومصر وحماس ضد داعش إسرائيل ومصر وحماس ضد داعش



GMT 12:48 2016 الأحد ,11 كانون الأول / ديسمبر

بشرى للاعبين المحليين

GMT 14:24 2016 الجمعة ,09 كانون الأول / ديسمبر

هل الكتابة خدعة؟

GMT 14:23 2016 الأربعاء ,07 كانون الأول / ديسمبر

أحرجتنا ماليزيا

GMT 11:38 2016 الثلاثاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

الإصلاح السياسى مقدم على الإصلاح الدينى

GMT 12:04 2016 الخميس ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

التغريبة الثالثة

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 05:12 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصريح عاجل من بلينكن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

GMT 09:08 2018 السبت ,24 آذار/ مارس

لعبة Sea of Thieves تتوافر مجانا مع جهاز Xbox One X

GMT 08:25 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

طائرة "مناحم بيغن" تتحول لفندق ومطعم

GMT 21:48 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

بالميراس يقترب من التعاقد مع دييجو كوستا

GMT 18:37 2020 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

شركات المحمول تتجه لرفع أسعار الخدمات خلال 3 شهور

GMT 08:43 2020 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

منظمة الصحة في ورطة بسبب "التقرير المفقود" بشأن "كورونا"

GMT 07:47 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

تطورات جديدة في واقعة الاغتصاب الجماعي لفتاة داخل فندق

GMT 00:41 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

عمر ربيع ياسين يكشف آخر كواليس معسكر منتخب مصر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon