توقيت القاهرة المحلي 18:25:53 آخر تحديث
  مصر اليوم -

موالاة فاضحة

  مصر اليوم -

موالاة فاضحة

بقلم فهمي هويدي

بماذا نسمى سعى الوزير الإسرائيلى الفاشى أفيغدور ليبرلمان لتنصيب القيادى الفلسطينى السابق محمد دحلان رئيسا للسلطة؟ أدرى أن السؤال لا يليق ولا يجوز. ذلك أن أى مخبول أو مجنون ما كان له أن يطرح هذا الاحتمال. لأن أى خيال جامح أو مختل لا يستطيع أن يستوعب فكرة أن يكون لواحد من أعدى أعداء الفلسطينيين وأكثرهم نقمة عليهم واحتقارا وكراهية أى دور فى ترشيح أو تنصيب رئيس السلطة الفلسطينية.

قل ما شئت فى وصف الواقعة لكن الذى يتعذر إنكاره أن القصة لها أصل. وأن هناك مناقشة جادة لها فى إسرائيل للموضوع. اعتمد فى ذلك على موقع «عربى ٢١»، الذى ترجم مقاله حول الموضوع نشرها موقع «يسرائيل بلاس» لمعلق الشئون الفلسطينية السابق فى القناة التليفزيونية العاشرة شلومو إلدار. وكانت خلاصة رأى الرجل أن قيام ليبرمان بهذه المهمة رغم سوء سمعته لدى الفلسطينيين من شأنه أن يضعف موقف السيد دحلان ويدمغه بالعار. الأمر الذى يعنى أن إلدار لم يكن معترضا على فكرة إسهام إسرائيل فى ترشيح رئيس السلطة الفلسطينية لكن اعتراضه انصب على سوء سمعة ليبرمان وربما فضل أن يقوم بالمهمة شخص آخر أكثر قبولا لدى الفلسطينيين والعرب.

الكلام جاد إذن وليس فيه هزل، حتى وإن تصورناه ضربا من الهذيان والخيال المريض ولتأكيد العبث فيه واللا معقولية فإن المعلق الإسرائيلى الذى لا ينطق عن الهوى ذكر أن الجهود التى يبذلها ليبرمان تؤيدها بعض الدول العربية المخاصمة لحركة حماس. وهى التى تعتبر أن دحلان الوحيد القادر على إسقاطها وإنهاء الانقسام ومن ثم إعادة سيطرة السلطة الفلسطينية على القطاع. ومن ميزاته الأخرى فى رأيهم أنه مقبول ومؤيد من قبل إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية. وهى الصلات باتت تعد فضائل تزكى المسئول أحيانا فى زماننا، فى حين أنها كانت من الموبقات والفواحش فيما تعلمنا عليه واقتنعنا به طوال الستين عاما الماضية.

ذكر إلدار أن خطة ليبرمان لتنصيب دحلان خلفا لأبومازن قد يقلل من حظوظ نجاحها أن عددا من قيادات فتح يكنون له عداء شديدا، مشيرا إلى أن حليفه الإسرائيلى يتجه لتمكينه من تولى زمام الأمور إلى نزع الشرعية عن القيادة الفلسطينية الحالية من خلال وصف أبومازن بأنه يمثل عائقا أمنيا وسياسيا يحول دون التقدم فى مفاوضات التسوية. وإلى جانب ذلك فإنه يذكر على أنه لا مناص من شن حرب تقضى إلى إسقاط حكم حماس فى غزة، وهى المهمة التى بوسع دحلان أن ينجزها بحكم خبرته السابقة فى القطاع.

من ناحية أخرى نقل إلدار عن مصادر إسرائيلية وفلسطينية تأكيدها على أن دحلان لا يزال له نفوذ فى غزة، وأنه يقيم مشروعات خيرية هناك تعزز مكانته بين الغزيين، منوها إلى أنه يحتفظ بعلاقات خاصة مع بعض القيادات العربية فى الدول المجاورة، الأمر الذى يرشحه لكى يعد الوحيد القادر على رفع الحصار عن القطاع.

كنت أعلم من الفلسطينيين والكتابات الإسرائيلية أن دحلان ارتبط بعلاقة صداقة مع ليبرمان منذ وقت سابق، لكن إلدار أضاف أن الرجلين عقدا اجتماعا فى باريس فى شهر يناير من العام الماضى (٢٠١٥) حين كان ليبرمان وزيرا لخارجية بلاده. وذكر أن الرجلين بحثا فى الاجتماع موضوع مستقبل السلطة. وهو ما أغضب أبومازن، الأمر الذى اضطر الحكومة الإسرائيلية إلى إرسال رئيس المخابرات الداخلية (الشاباك) يورام كوهين إلى مقر عباس فى رام الله لطمأنته بأن مبادرة ليبرمان بلقاء دحلان كانت شخصية ولا تعبر عن موقف الحكومة.

فى الوقت ذاته ذكر معلق الشئون العسكرية فى صحيفة «هاآرتس» عاموس هارئيل موسى هارئيل أن مصير خطة ليبرمان لتنصيب دحلان رئيسا لن يكون أفضل من مصير خطة شارون التى وضعها عشية حرب لبنان الأولى عام ١٩٨٢ (وكان وزيرا للحرب آنذاك) واستهدف بها أن تنتهى الحرب بتنصيب حكم موال لتل أبيب فى بيروت.

ما يثير الانتبهاء أن السيد دحلان التزم الصمت إزاء التقارير التى تحدثت على مساندة ليبرمان له، الأمر الئى يعد قرينة على صحتها. وهو ما يضعنا إزاء حالة فريدة فى عبثيتها،لا تدينه فحسب ولكنها تدين بذات القدر الأطراف العربية التى تسانده فى سعيه لتحقيق طموحاته فى الساحة الفلسطينية، حتى فى ظل تحالفه مع أعتى خصوم الفلسطينيين والعرب.

حين ينعقد لسان المرء من شدة الدهشة، فلا يجد الكلمات المناسبة للتعبير عن مشاعره فإن النص القرآنى يسعفه بنص صريح عن ارتكاب ذلك الفعل الفاضح أن يقرأ فى سورة «الممتحنة» قوله تعالى: «لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم فى الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين». إذ بعدها مباشرة جاء فى الآية التاسعة ما نصه: «إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم فى الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تولوهم، ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون» وهو ما نحتاج لأن نذكر به دحلان وغيره من أهل الموالاة، فربما ردعم نهى السماء إذا لم يكترثوا بلعنات أهل الأرض.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

موالاة فاضحة موالاة فاضحة



GMT 12:48 2016 الأحد ,11 كانون الأول / ديسمبر

بشرى للاعبين المحليين

GMT 14:24 2016 الجمعة ,09 كانون الأول / ديسمبر

هل الكتابة خدعة؟

GMT 14:23 2016 الأربعاء ,07 كانون الأول / ديسمبر

أحرجتنا ماليزيا

GMT 11:38 2016 الثلاثاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

الإصلاح السياسى مقدم على الإصلاح الدينى

GMT 12:04 2016 الخميس ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

التغريبة الثالثة

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 08:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 03:29 2020 السبت ,14 آذار/ مارس

بورصة تونس تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 14:03 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أول تعليق من محمد منير بعد وفاة مدير أعماله وزوج شقيقته

GMT 06:49 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عزل ترامب
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon