توقيت القاهرة المحلي 10:47:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حلمنا المؤجل

  مصر اليوم -

حلمنا المؤجل

بقلم فهمي هويدي

فى شهر سبتمبر من العام الماضى أعلنت الصحف المصرية عن بدء برنامج رئاسى لتأهيل الشباب للقيادة. وذكرت أنه إلى جانب الرئاسة فإن المهمة تشترك فيها جهات أربع هى: رئاسة مجلس الوزراء ووزارة الدفاع ووزارتا الخارجية والتخطيط. ولفت الانتباه آنذاك فى برنامج تأهيل الشباب حضور وزارة الدفاع وغياب وزارة الشباب. بعد عدة أشهر أعلنت الرئاسة عن عقد المؤتمر الوطنى الأول للشباب. وبعد مشاركة الرئيس فى بعض جلسات المؤتمر أعلن أن لجانا وطنية شبابية ستشكلها الرئاسة لتنفيذ توصيات المؤتمر بالتنسيق مع مؤسسات الدولة المعنية، وأن تلك اللجان ستعمل بإشراف مباشر من رئاسة الجمهورية. وستتولى اللجان مراجعة موقف الشباب المحبوسين. ودراسة مقترحات قانون التظاهر وسرعة إصدار التشريعات الإعلامية، وغير ذلك من القضايا التى أثيرت أثناء جلسات مؤتمر الشباب.

ما سبق يشير بوضوح إلى الأهمية التى يوليها الرئيس ومؤسسة الرئاسة لملف الشباب. وذلك أمر لا يخلو من إيجابية. خصوصا أنه أفضى إلى مؤتمر شرم الشيخ الذى سُمعت فيه أصوات عدة من الشباب وغيرهم. ورغم أنه كان منقوصا، لأن الحضور جميعا من الشباب والمتحدثين تم انتقاؤهم بحيث كانوا من مؤيدى الرئيس أو المرضى عنهم، فإن ذلك قد يعد مكسبا نسبيا، لأن بعض الحوار على تواضعه قد يكون أفضل من اللا حوار. وإذا قلنا إن فى كل حركة بركة، حتى وإن كانت عند الحدود الدنيا التى تتجنب الموضوعات الشائكة والحساسة، إلا أن ذلك ينبغى ألا يلهينا عن الجوانب الأخرى للمسألة. ذلك أننا نلاحظ لأول وهلة حضورا قويا للرئاسة فى كل مراحل العملية. بدءا من تشكيل وعى الشباب من خلال دورات التأهيل للقيادة، وانتهاء بتشكيل اللجان التى ستتولى متابعة التوصيات، مرورا بترتيب أمر المؤتمرات الشهرية للشباب، وإذا وضعنا فى الاعتبار أنه بمقتضى الدستور فإن الرئيس مسئول عن السياسة العامة للدولة، وأن هناك حكومة يفترض أن يكون لها برنامج ينطلق من رؤية لمعطيات الواقع ومتطلباته، فإن دخول الرئاسة فى ملف الشباب يثير تساؤلات عدة. بعضها يتعلق بنطاق مسئولية الرئاسة وصلاحيتها. وبعضها يتعلق بعلاقة ذلك ببرنامج الحكومة والرؤية الحاكمة له.

ما فهمناه أننا بصدد مبادرة رئاسية لها أهداف لا علاقة لها ببرنامج الحكومة التى كان رئيسها وبعض وزرائها «ضيوفا» على مؤتمر شرم الشيخ. ورغم أن الرؤية غير معلنة وغير واضحة، فإننا لا نستبعد أن نكون بصدد تشكيل كيان أقرب إلى منظمة الشباب والتنظيم الطليعى، قد يكون نواة لحزب الرئيس الذى يفترض أن يخوض به الانتخابات الرئاسية المقبلة (فى عام ٢٠١٨).

فهمنا أيضا أن اللجان الشبابية التى ستشرف الرئاسة على اجتماعاتها الشهرية، سيكون لها وضع متميز يستفيد من المظلة الرئاسية، وستؤدى أدوارا بعضها يدخل فى اختصاص الأجهزة التنفيذية والبعض الآخر يفترض أنه من اختصاص منظمات المجتمع المدنى، وإذا صح ذلك فإننا نصبح إزاء كيان موازٍ يتحرك بتوجيهات من الرئيس، إلى جانب الحكومة التى تتلقى تعليماتها من الرئيس، ومجلس النواب الذى يسير على خطى الرئيس وترفع أغلبيته لواء دعم الرئيس. وتلك أجواء تعيدنا إلى مراحل ظننا أننا تجاوزناها، حين ضحينا بنحو ألف شهيد فى ثورة يناير ونحن نحلم بالانتقال من ولاية الرئيس إلى ولاية الأمة. لنخرج من دولة الزعيم إلى دولة المؤسسات والقانون.

أتمنى أن يكون ذلك التحليل مخطئا. لكنه إذا صح فهو يعنى أن مصر مقبلة على مرحلة ليست صعبة اقتصاديا فحسب، لكنها أصعب سياسيا. لأن تلك المؤشرات تعصف بآمال الانفراج الذى تصورنا أنه خيار مطروح فى العام الثالث لنظام يوليو، الأمر الذى يجعل الاستحقاق الديمقراطى حلما مؤجلا حتى إشعار آخر.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حلمنا المؤجل حلمنا المؤجل



GMT 12:48 2016 الأحد ,11 كانون الأول / ديسمبر

بشرى للاعبين المحليين

GMT 14:24 2016 الجمعة ,09 كانون الأول / ديسمبر

هل الكتابة خدعة؟

GMT 14:23 2016 الأربعاء ,07 كانون الأول / ديسمبر

أحرجتنا ماليزيا

GMT 11:38 2016 الثلاثاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

الإصلاح السياسى مقدم على الإصلاح الدينى

GMT 12:04 2016 الخميس ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

التغريبة الثالثة

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:14 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

جعجع يُطالب حزب الله إلقاء سلاحه لإنهاء الحرب مع إسرائيل
  مصر اليوم - جعجع يُطالب حزب الله إلقاء سلاحه لإنهاء الحرب مع إسرائيل

GMT 00:04 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية
  مصر اليوم - حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية

GMT 08:11 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

هيفاء وهبي بإطلالات متنوعة ومبدعة تخطف الأنظار

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2018 الإثنين ,16 إبريل / نيسان

المدرب الإسباني أوناي إيمري يغازل بيته القديم

GMT 01:04 2021 السبت ,25 كانون الأول / ديسمبر

جالاتا سراي التركي يفعل عقد مصطفى محمد من الزمالك

GMT 05:34 2021 السبت ,13 شباط / فبراير

تعرف على السيرة الذاتية للمصرية دينا داش

GMT 20:42 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

طريقة عمل جاتوه خطوة بخطوة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon