توقيت القاهرة المحلي 18:25:53 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فرقعة ١١-١١

  مصر اليوم -

فرقعة ١١١١

بقلم فهمي هويدي

لا أستغرب أن تنطلق الدعوة من مصدر مجهول لثورة الغلابة أو ثورة الجياع فى مصر ١١/١١ المقبل. كما أننى لا أستغرب الدوى الذى أحدثته الدعوة فى المجتمع، إلا أننى فوجئت بالقلق الذى أشاعته فى دوائر السلطة وعبرت عنه منابرها وأبواقها. فمثل تلك الدعوة قد تكون مفهومة فى الظروف الدقيقة والحرجة التى تمر بها مصر، خصوصا فى ظل الغلاء الذى انفلت عياره وأصبح يزداد توحشا يوما بعد يوم. وإزاء البلبلة المخيمة وفقدان الثقة فى السياسات المتبعة وانسداد الأفق فى المستقبل فإن الدعوة مست وترا حساسا فى المجتمع، وعكست حالة السخط العام التى انتشرت فى الشارع المصرى. وهو ما يفسر سرعة انتشار الخبر. لكن ذلك كله كفه وأصداء الدعوة فى دوائر السلطة فى كفة أخرى. ذلك أن ثمة قرائن عدة دلت على أن الدعوة كان لها صداها الذى أزعج السلطة واستنفرها، حتى بدا وكأنها أخذت الأمر على محمل الجد، فقرأنا أخبارا عن استعدادات الشرطة لذلك اليوم وطالعنا مقالات وبيانات تحدثت عن «سيناريوهات» الثورة المزعومة، وشددت على أن الدعوة جزء من مؤامرة إخوانية، كما دعت الناس إلى الحذر من الخروج إلى الشوارع فى ذلك اليوم.. إلخ.


حدث ذلك رغم أننا لم نعرف مصدر الدعوة، ولم تتبناها أى قوة سياسية فى داخل مصر. حتى الإخوان لم يصدر عنهم بيان يؤيدها. بالتالى فإننا لم نعرف حقيقة حجم الموضوع وهوية «القوى» التى تقف وراءه. وهو الأمر الذى يفترض أن أجهزة السلطة أقدر على قياسه. إذ لا أتصور أنها تحدد موقفها فى ضوء ما تنشره الصحف أو تتناقله مواقع التواصل الاجتماعى. وكلها مصادر لا يعتد بها خصوصا حين يتعلق الأمر بثورة فى بلد كبير يسكنه أكثر من ٩٠ مليونا من البشر.

تحضرنى فى هذا الصدد قصة عميقة الدلالة قرأتها هذا الأسبوع للكاتب المغربى عبدالحق الريكى. إذ نشر الرجل على صفحته مقالا تحت عنوان «ثورة العدسيين» خلاصتها أنه حين لاحظ شدة الاهتمام فى المواقع الاجتماعية بأزمة ارتفاع أسعار العدس، الذى يشكل وجبة متميزة ومهمة فى المطبخ المغربى، وإزاء الغليان الذى ترتب على ذلك فى الأوساط الشعبية فإنه قرر أن يدلى بدلوه فى الموضوع وكتب على صفحته تغريدة فى ١٨ ثانية تندر فيها على الأزمة قائلا: يا شعب الفيسبوك العظيم، موعدنا جميعا يوم الأحد الساعة العاشرة صباحا بساحة باب الأحد بالرباط، لرفع شعار واحد هو سْوّا اليوم سْوّا غدا، العدس لابُدَّا.

كان ذلك بعد ظهر يوم الخميس. إلا أنه فوجئ حين فتح هاتفه صباح الجمعة بمئات التعليقات التى تجاوبت مع الدعوة وأبدت استعدادا للنزول إلى الشارع من أجل العدس فى الموعد المقترح. واستغرب أن رسائل المتضامنين انهالت عليه ليس من الرباط وحدها ولكن من مختلف أنحاء المغرب. كما أنه وجد أن بعض الفاعليات طلبت ترتيب لقاء معه لترتيب مسيرة العدس يوم الأحد. وحين فرغ من أداء صلاة الجمعة التقاه أحد رجال الأجهزة الأمنية يسأله حول الموضوع ويقترح عليه أن يلتقى أحد رؤسائه لمناقشته. اندهش الرجل إزاء تطور الأمر على ذلك النحو الذى لم يتوقعه، أنه سخريته أوقعته فى حيص بيص، وعبر عن ذلك قائلا: لعنت العدس وأهل العدس وثوار العدس والفيسبوك، وفى ختام مقاله قال إنه فى الحلقات القادمة سيروى «تطورات ثورة العدسيين من لقائى بالثوار العدسيين وقضية التفاوض مع حكومة تصريف الأعمال من رئيسيها إلى بعض وزرائها. ثم عن المسيرة وقمعها واعتقال ثوار العدس وإطلاق سراحهم بعد تدخل الأمريكان». وفى السطر الأخير من المقالة ذكر الكاتب أن الأحداث من وحى خياله، وأن أى تشابه بينها وبين ما يجرى فى المغرب هو من قبيل المصادفة ليس إلا.

لا أعرف ما إذا كنا إزاء فرقعة من ذلك القبيل أن لا. لكن لدى علامات استفهام عديدة بخصوص مصدر الدعوة. وفى أجواء الغموض التى نعيشها لا أستبعد أن تكون العملية مفتعلة لتسخين الأجواء ومضاعفة القلق لتبرير لجوء السلطة إلى اتخاذ إجراءات استثنائية لإجهاض العملية ومواجهة «المؤامرة». وفى هذا الصدد سمعت من بعض الخبثاء أن الفرقعة يمكن أن تحدث دخانا فى الفضاء المصرى يسمح بتمرير بعض الإجراءات التى تتردد الحكومة فى اتخاذها مثل تعويم الجنيه أو رفع الدعم عن البترول. وهى النميمة التى تستند إلى أن اللوثة الحاصلة الآن يتعذر أن تستمر وأن الحكومة لابد أن تفعل شيئا لوضع حد لها. وخياراتها فى ذلك عديدة. ربما كانت فكرة الثورة المذكورة من بينها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فرقعة ١١١١ فرقعة ١١١١



GMT 12:48 2016 الأحد ,11 كانون الأول / ديسمبر

بشرى للاعبين المحليين

GMT 14:24 2016 الجمعة ,09 كانون الأول / ديسمبر

هل الكتابة خدعة؟

GMT 14:23 2016 الأربعاء ,07 كانون الأول / ديسمبر

أحرجتنا ماليزيا

GMT 11:38 2016 الثلاثاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

الإصلاح السياسى مقدم على الإصلاح الدينى

GMT 12:04 2016 الخميس ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

التغريبة الثالثة

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 09:47 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

وفد أميركي يزور دمشق للقاء السلطات السورية الجديدة

GMT 09:42 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

الرئيس بزشكيان يختم زيارته للقاهرة ويعود إلى طهران

GMT 10:00 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني

GMT 11:30 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أفضل الأماكن لتجنب الإصابة بالإنفلونزا على متن الطائرة

GMT 18:59 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أسهل طريقة لتنظيف المطبخ من الدهون بمنتجات طبيعية

GMT 22:16 2016 الأربعاء ,14 كانون الأول / ديسمبر

مواجهة أسوان لا تقبل القسمة على أثنين

GMT 18:47 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

"فيفا" يكشف أسباب ترشيح ميسي لجائزة "الأفضل"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon