توقيت القاهرة المحلي 18:25:53 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ضوء فى نفق معتم

  مصر اليوم -

ضوء فى نفق معتم

بقلم فهمي هويدي

بعد مضى نحو ربع قرن من العيش فى الخرافة والتعلق بالوهم. خرج علينا فى الأسبوع الماضى الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامى فى فلسطين بدعوة للإفاقة والكف عن العبث. وعرض لأجل ذلك برنامجا للإنقاذ من عشر نقاط، غاب صداه فى العالم العربى فى حين ترددت تلك الأصداء قوية فى الفضاء الفلسطينى الذى بات مشغولا بصراعات مكوناته ورموزه بأكثر من انشغاله بالصراع ضد الاحتلال الذى يعادى الجميع.

فى مبادرته دعا الدكتور رمضان عبدالله شلح إلى الانطلاق من الخلاص من الأكذوبة وإعلان إلغاء اتفاق أوسلو، الذى وعد الشعب الفلسطينى بدولته المستقلة على الأراضى التى تم احتلالها فى عام ١٩٦٧، وبعد ٢٣ سنة من الفشل الذريع الذى منيت به جهود الركض وراء الوهم لم تقم الدولة الموعودة، وهو ما سبب إحراجا لقيادة السلطة التى طالما هددت بإلغاء الاتفاقية إذا لم تف إسرائيل بالتزاماتها إزاءها. ولأن التهديد تكرر مرات ومرات ولأن شواهد الفشل وأدلة العبث صارت مقطوعا بها، فإن إلغاء الاتفاق يصبح إجراء ضروريا لتصويب المسار ومدخلا طبيعيا للتعامل الجاد مع القضية.

النقطة الثانية تمثلت فى سحب الاعتراف بدولة الكيان الصهيونى. الذى كان بمثابة الإثم الأكبر الذى بمقتضاه تنازل صاحب الحق عن وطنه التاريخى لعدوه الذى بنى حقه على الأساطير والأكاذيب. وهو التنازل الذى عبر عن حسن نية أملا فى تحقيق وعد الدولة، ثم تبين بعد ذلك أن التنازل كان فخا وقعت فيه القيادة الفلسطينية، فقدمت الجائزة للعدو بلا مقابل.

فى النقاط الثمانى التالية تحدث البرنامج عما يلى: ١ــ إعادة بناء منظمة التحرير لتصبح وعاء جامعا لكل قوى الشعب الفلسطينى. ٢ــ إعلان أن المرحلة التى يعيشها الشعب الفلسطينى هى مرحلة تحرر وطنى من الاحتلال، الأمر الذى يعنى أن المقاومة بأشكالها المشروعة وحدها واجب المرحلة وفريضة الوقت. ٣ــ إنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية ووضع برنامج ينهى وجود سلطتين فلسطينيتين. واحدة فى غزة تتمسك بالمقاومة والثانية فى رام الله تجرم المقاومة وتنسق مع الاحتلال. ٤ــ وضع برنامج وطنى لتعزيز صمود وثبات الشعب الفلسطينى على أرضه. ٥ــ الخروج من حالة اختزال فلسطين أرضا وشعبا فى الضفة الغربية وقطاع غزة، والتأكيد على أن الشعب واحد فى كل فلسطين دون تفرقة بين من بقى فى الأرض المغتصبة عام ٤٨ وتلك التى تم احتلالها فى عام ١٩٦٧، أو بين هؤلاء وهؤلاء وبين من اضطروا للجوء والشتات حول العالم. ٦ــ الاتصال بكل الأطراف العربية والإسلامية لكى تتحمل مسئوليتها التاريخية إزاء هذه الخطوات ولكى توقف الهرولة على التطبيع مع إسرائيل، الأمر الذى يقتضى سحب المبادرة العربية وإنهاء حصار غزة. ٧ــ أن تقوم قيادة منظمة التحرير من موقعها الرسمى بملاحقة دولة الكيان الصهيونى فى كل المجالات. ٨ــ إطلاق حوار وطنى شامل بين كل مكونات الشعب الفلسطينى لبحث خطوات ومتطلبات الوضع الجديد الذى سيعيد الاعتبار للقضية الفلسطينية.

المبادرة أعلنها أبوعبدالله على في الاحتفال الكبير الذى أقيم فى غزة فى ذكرى تأسيس حركة الجهاد الإسلامى قبل ٢٩ عاما، وسارعت حركة حماس إلى الترحيب بها، فى حين وصفها متحدثون باسم حركة فتح بأنها غير واقعية. وذلك أمر مفهوم من جانب السلطة، ولم تعترض عليها الجبهة الشعبية وإنما ذكرت أنها تتقاطع مع بعض مواقفها. ورغم أن الموضوع لايزال محل مناقشة فى الأوساط الفلسطينية، فإن العقبة الكبرى التى تواجهها تتمثل فى فتور البيئة العربية إزاءها، خصوصا من جانب دول الصف الأول المتبنية للمبادرة العربية وصار بعضها أقرب إلى مسار التطبيع مع إسرائيل.

حين سئلت عن المبادرة قلت إنها تتبنى انتفاضة سياسية تعيد القضية الفلسطينية إلى الواجهة قبل أن يطويها النسيان، إلا أنها أقرب إلى الرأى السديد فى البيئة الغلط، لأنها بمثابة ضوء فى بداية نفق معتم يبدو مسدودا.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ضوء فى نفق معتم ضوء فى نفق معتم



GMT 12:48 2016 الأحد ,11 كانون الأول / ديسمبر

بشرى للاعبين المحليين

GMT 14:24 2016 الجمعة ,09 كانون الأول / ديسمبر

هل الكتابة خدعة؟

GMT 14:23 2016 الأربعاء ,07 كانون الأول / ديسمبر

أحرجتنا ماليزيا

GMT 11:38 2016 الثلاثاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

الإصلاح السياسى مقدم على الإصلاح الدينى

GMT 12:04 2016 الخميس ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

التغريبة الثالثة

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 09:47 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

وفد أميركي يزور دمشق للقاء السلطات السورية الجديدة

GMT 09:42 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

الرئيس بزشكيان يختم زيارته للقاهرة ويعود إلى طهران

GMT 10:00 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني

GMT 11:30 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أفضل الأماكن لتجنب الإصابة بالإنفلونزا على متن الطائرة

GMT 18:59 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أسهل طريقة لتنظيف المطبخ من الدهون بمنتجات طبيعية

GMT 22:16 2016 الأربعاء ,14 كانون الأول / ديسمبر

مواجهة أسوان لا تقبل القسمة على أثنين

GMT 18:47 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

"فيفا" يكشف أسباب ترشيح ميسي لجائزة "الأفضل"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon