توقيت القاهرة المحلي 10:23:26 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ضوء فى نفق معتم

  مصر اليوم -

ضوء فى نفق معتم

بقلم فهمي هويدي

بعد مضى نحو ربع قرن من العيش فى الخرافة والتعلق بالوهم. خرج علينا فى الأسبوع الماضى الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامى فى فلسطين بدعوة للإفاقة والكف عن العبث. وعرض لأجل ذلك برنامجا للإنقاذ من عشر نقاط، غاب صداه فى العالم العربى فى حين ترددت تلك الأصداء قوية فى الفضاء الفلسطينى الذى بات مشغولا بصراعات مكوناته ورموزه بأكثر من انشغاله بالصراع ضد الاحتلال الذى يعادى الجميع.

فى مبادرته دعا الدكتور رمضان عبدالله شلح إلى الانطلاق من الخلاص من الأكذوبة وإعلان إلغاء اتفاق أوسلو، الذى وعد الشعب الفلسطينى بدولته المستقلة على الأراضى التى تم احتلالها فى عام ١٩٦٧، وبعد ٢٣ سنة من الفشل الذريع الذى منيت به جهود الركض وراء الوهم لم تقم الدولة الموعودة، وهو ما سبب إحراجا لقيادة السلطة التى طالما هددت بإلغاء الاتفاقية إذا لم تف إسرائيل بالتزاماتها إزاءها. ولأن التهديد تكرر مرات ومرات ولأن شواهد الفشل وأدلة العبث صارت مقطوعا بها، فإن إلغاء الاتفاق يصبح إجراء ضروريا لتصويب المسار ومدخلا طبيعيا للتعامل الجاد مع القضية.

النقطة الثانية تمثلت فى سحب الاعتراف بدولة الكيان الصهيونى. الذى كان بمثابة الإثم الأكبر الذى بمقتضاه تنازل صاحب الحق عن وطنه التاريخى لعدوه الذى بنى حقه على الأساطير والأكاذيب. وهو التنازل الذى عبر عن حسن نية أملا فى تحقيق وعد الدولة، ثم تبين بعد ذلك أن التنازل كان فخا وقعت فيه القيادة الفلسطينية، فقدمت الجائزة للعدو بلا مقابل.

فى النقاط الثمانى التالية تحدث البرنامج عما يلى: ١ــ إعادة بناء منظمة التحرير لتصبح وعاء جامعا لكل قوى الشعب الفلسطينى. ٢ــ إعلان أن المرحلة التى يعيشها الشعب الفلسطينى هى مرحلة تحرر وطنى من الاحتلال، الأمر الذى يعنى أن المقاومة بأشكالها المشروعة وحدها واجب المرحلة وفريضة الوقت. ٣ــ إنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية ووضع برنامج ينهى وجود سلطتين فلسطينيتين. واحدة فى غزة تتمسك بالمقاومة والثانية فى رام الله تجرم المقاومة وتنسق مع الاحتلال. ٤ــ وضع برنامج وطنى لتعزيز صمود وثبات الشعب الفلسطينى على أرضه. ٥ــ الخروج من حالة اختزال فلسطين أرضا وشعبا فى الضفة الغربية وقطاع غزة، والتأكيد على أن الشعب واحد فى كل فلسطين دون تفرقة بين من بقى فى الأرض المغتصبة عام ٤٨ وتلك التى تم احتلالها فى عام ١٩٦٧، أو بين هؤلاء وهؤلاء وبين من اضطروا للجوء والشتات حول العالم. ٦ــ الاتصال بكل الأطراف العربية والإسلامية لكى تتحمل مسئوليتها التاريخية إزاء هذه الخطوات ولكى توقف الهرولة على التطبيع مع إسرائيل، الأمر الذى يقتضى سحب المبادرة العربية وإنهاء حصار غزة. ٧ــ أن تقوم قيادة منظمة التحرير من موقعها الرسمى بملاحقة دولة الكيان الصهيونى فى كل المجالات. ٨ــ إطلاق حوار وطنى شامل بين كل مكونات الشعب الفلسطينى لبحث خطوات ومتطلبات الوضع الجديد الذى سيعيد الاعتبار للقضية الفلسطينية.

المبادرة أعلنها أبوعبدالله على في الاحتفال الكبير الذى أقيم فى غزة فى ذكرى تأسيس حركة الجهاد الإسلامى قبل ٢٩ عاما، وسارعت حركة حماس إلى الترحيب بها، فى حين وصفها متحدثون باسم حركة فتح بأنها غير واقعية. وذلك أمر مفهوم من جانب السلطة، ولم تعترض عليها الجبهة الشعبية وإنما ذكرت أنها تتقاطع مع بعض مواقفها. ورغم أن الموضوع لايزال محل مناقشة فى الأوساط الفلسطينية، فإن العقبة الكبرى التى تواجهها تتمثل فى فتور البيئة العربية إزاءها، خصوصا من جانب دول الصف الأول المتبنية للمبادرة العربية وصار بعضها أقرب إلى مسار التطبيع مع إسرائيل.

حين سئلت عن المبادرة قلت إنها تتبنى انتفاضة سياسية تعيد القضية الفلسطينية إلى الواجهة قبل أن يطويها النسيان، إلا أنها أقرب إلى الرأى السديد فى البيئة الغلط، لأنها بمثابة ضوء فى بداية نفق معتم يبدو مسدودا.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ضوء فى نفق معتم ضوء فى نفق معتم



GMT 12:48 2016 الأحد ,11 كانون الأول / ديسمبر

بشرى للاعبين المحليين

GMT 14:24 2016 الجمعة ,09 كانون الأول / ديسمبر

هل الكتابة خدعة؟

GMT 14:23 2016 الأربعاء ,07 كانون الأول / ديسمبر

أحرجتنا ماليزيا

GMT 11:38 2016 الثلاثاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

الإصلاح السياسى مقدم على الإصلاح الدينى

GMT 12:04 2016 الخميس ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

التغريبة الثالثة

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:14 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

جعجع يُطالب حزب الله إلقاء سلاحه لإنهاء الحرب مع إسرائيل
  مصر اليوم - جعجع يُطالب حزب الله إلقاء سلاحه لإنهاء الحرب مع إسرائيل

GMT 00:04 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية
  مصر اليوم - حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية

GMT 08:11 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

هيفاء وهبي بإطلالات متنوعة ومبدعة تخطف الأنظار

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2018 الإثنين ,16 إبريل / نيسان

المدرب الإسباني أوناي إيمري يغازل بيته القديم

GMT 01:04 2021 السبت ,25 كانون الأول / ديسمبر

جالاتا سراي التركي يفعل عقد مصطفى محمد من الزمالك

GMT 05:34 2021 السبت ,13 شباط / فبراير

تعرف على السيرة الذاتية للمصرية دينا داش

GMT 20:42 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

طريقة عمل جاتوه خطوة بخطوة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon