توقيت القاهرة المحلي 18:25:53 آخر تحديث
  مصر اليوم -

اعترافات نتنياهو

  مصر اليوم -

اعترافات نتنياهو

بقلم فهمي هويدي

نفى نتنياهو أنه وافق على التفاوض مع السلطة الفلسطينية استنادا إلى مبادرة السلام العربية. وقال إن الايجابية الوحيدة للمبادرة تكمن فى استعداد الدول العربية لتطبيع علاقاتها مع إسرائيل، ولكى يقطع الشك باليقين أضاف أنه إذا تمسكت الدول العربية بمبدأ التعامل مع المبادرة ككل بمعنى أخذها كاملة أو تركها، فإن خياره فى هذه الحالة محسوم، ويتمثل فى ترك المبادرة بما فيها. لأن شرطه الأساسى أن يتم «تحديثها» بما يتناسب مع مصالح إسرائيل.


هذا الكلام يكذب وينسف الشائعة الخبيثة التى أطلقت فى الفضاء العربى أخيرا وادعت أن رئيس الوزراء الإسرائيلى وافق على المبادرة. وقد نقلته صحيفة «هاآرتس» على لسانه، مشيرة إلى أنه أعلنه صراحة خلال مؤتمر لحزب الليكود يوم الاثنين الماضى ١٣/٦.


شاءت المقادير أن ينشر الناشط والكاتب الإسرائيلى يورى افنيرى مقالة مهمة فضح فيها نتنياهو واتهمه بالكذب، قبل ٢٤ ساعة فقط من حديثه إلى مؤتمر الليكود.

نشر افنيرى مقالته على موقعه وتناقلتها عنه العديد من المواقع والصحف، وقد لفت نظرنا إليها الباحث حسام بهجت الذى قام بترجمتها ونشرها على موقع «مدى مصر» تحت العنوان التالى: لماذا رحب نتنياهو بالأفكار المصرية ورفض المبادرة الفرنسية؟ فى الإجابة عن السؤال ذكر افنيرى أن موقف رئيس الوزراء الإسرائيلى هو مجرد خدعة.

فالرجل يريد تخريب المبادرة الفرنسية التى استهدفت إحياء مفاوضات السلام والاعتراف بدولة فلسطين، أما الأفكار المصرية فقد استهدفت تحقيق السلام الإقليمى. وفى رأيه أن نتنياهو لا يريد حديثا عن السلام مع الفلسطينيين ولكنه يتطلع إلى إقامة سلام مع الإقليم، أى تطبيع مع العالم العربى. يتجاهل القضية الفلسطينية ويقفز فوقها.

وهى فكرة قد تبدو جيدة لكنها مجرد «كلام فارغ»، على حد تعبير افنيرى الذى أضاف أنه: لا يوجد زعيم عربى، من المغرب إلى العراق، يمكن أن يوقع اتفاقية سلام مع إسرائيل لا تتضمن انتهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية.

وحتى إذا أراد فإن أغلبية شعبه لن تسمح له بذلك. وذهب إلى أن سيناريو السلام الإقليمى كبديل عن السلام مع الفلسطينيين له معنى واحد هو أنه لن يكون هناك أى سلام. (لاحظ أن نتنياهو فى مؤتمر حزب الليكود صرح بأن الإيجابية الوحيدة لمبادرة السلام العربية تكمن فى استعداد الدول العربية لتطبيع علاقاتها مع إسرائىل).


وصف يورى افنيرى استخدام الأفكار المصرية كحجة لرفض المبادرة الفرنسية بأنه من قبيل «الوقاحة البحتة» لأنها تستند إلى القناعة الخبيثة التى توهم المرء بأنه يستطيع أن يخدع كل العالم طول الوقت. أشار فى هذا الصدد إلى أن نتنياهو يريد إجراء بضعة تعديلات على مبادرة السلام التى أشهرت فى عام ٢٠٠٢.

ونبه إلى أن المبادرة المذكورة تشترط انسحاب إسرائيل من جميع الأراضى المحتلة (بما فى ذلك الجولان والقدس الشرقية) والاعتراف بدولة فلسطين مع الإقرار بحق اللاجئين فى العودة، وعلق على ذلك قائلا إن نتنياهو سيختار أن يموت ألف مرة قبل أن يقبل أيا من هذه الشروط. وبناء على ذلك فإن «التحديث» الذى يريده رئيس الوزراء الإسرائيلى يراد به تفريغ المبادرة من مضمونها، بحيث لا يبقى منها سوى إقدام الدول العربية على التطبيع الكامل مع إسرائيل.


لا جديد فيما أعلنه نتنياهو أو فَضَحه يورى افنيرى، فالحديث عن الفخاخ المنصوبة فى ثنايا إحياء المبادرة العربية متواتر فى كتابات عربية عدة. وكنت أحد الذين وصفوا الملعوب بأنه مؤامرة هدفها التمكين لإسرائيل وفتح أبواب العالم العربى لتمددها واختراقاتها، وهو فى إحدى ذُرى ضعفه وتشتته. وفى هذه الحالة يتحقق الفوز الكاسح لإسرائيل ويكرس استسلام العالم العربى وانبطاحه، ويبقى للفلسطينيين أن يأكلوا الهواء.


رغم أن فضح اللعبة أو المؤامرة لا يضيف جديدا إلى ما نعرفه، فإن أهمية تصريحات نتنياهو وتحليلات يورى افنيرى أنها أكدت لنا ما نعرفه. وأيدت فكرة المؤامرة التى يشترك فى نسج خيوطها أطراف عدة أوروبية وإسرائيلية وعربية. وهو ما يتعذر الإقدام عليه دون علم الولايات المتحدة ومباركتها بطبيعة الحال.


لابد أن تدهشنا العودة إلى الحديث فى بعض المحافل العربية والدولية عن إحياء المبادرة الميتة.

وهو أمر يصعب افتراض البراءة فيه، لأن عناصر الخدعة فى المشهد لا تخطئها عين. والاعترافات التى أدلى بها نتنياهو أمام مؤتمر حزب الليكود لا تدع مجالا للالتباس ولا تحتمل أى اجتهاد أو تأويل.

لذلك فإن شكوكنا واتهاماتنا بالضلوع فى التآمر ينبغى ألا تكون مقصورة على الذين استخرجوا المبادرة من الملفات القديمة وجعلوها قناعا لتنفيذ مخططاتهم، لأن ذلك الشك والاتهام ينبغى أن يشمل أيضا الذين روجوا للفكرة ودافعوا عنها. إذ بعد اعترافات نتنياهو فإن هؤلاء جميعا ينبغى ألا تسمع شهاداتهم فى الموضوع.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اعترافات نتنياهو اعترافات نتنياهو



GMT 12:48 2016 الأحد ,11 كانون الأول / ديسمبر

بشرى للاعبين المحليين

GMT 14:24 2016 الجمعة ,09 كانون الأول / ديسمبر

هل الكتابة خدعة؟

GMT 14:23 2016 الأربعاء ,07 كانون الأول / ديسمبر

أحرجتنا ماليزيا

GMT 11:38 2016 الثلاثاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

الإصلاح السياسى مقدم على الإصلاح الدينى

GMT 12:04 2016 الخميس ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

التغريبة الثالثة

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 09:47 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

وفد أميركي يزور دمشق للقاء السلطات السورية الجديدة

GMT 09:42 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

الرئيس بزشكيان يختم زيارته للقاهرة ويعود إلى طهران

GMT 10:00 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني

GMT 11:30 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أفضل الأماكن لتجنب الإصابة بالإنفلونزا على متن الطائرة

GMT 18:59 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أسهل طريقة لتنظيف المطبخ من الدهون بمنتجات طبيعية

GMT 22:16 2016 الأربعاء ,14 كانون الأول / ديسمبر

مواجهة أسوان لا تقبل القسمة على أثنين

GMT 18:47 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

"فيفا" يكشف أسباب ترشيح ميسي لجائزة "الأفضل"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon