توقيت القاهرة المحلي 08:04:45 آخر تحديث
  مصر اليوم -

من أبوالوليد لمن يهمه الأمر

  مصر اليوم -

من أبوالوليد لمن يهمه الأمر

فهمي هويدي

قال خالد مشعل كلاما مهما عن الإسلام السياسى والديمقراطية وعن تجربة حماس فى غزة يستحق أن يستمع إليه، وكان قد قدم ورقة حول هذا الموضوع إلى مؤتمر «الإسلاميون ونظام الحكم الديمقراطى»، الذى عقد بالدوحة فى الأسبوع الماضى، ونظمه المركز العربى للأبحاث، من النقاط التى أثارها أبوالوليد ما يلى: ●إن تجربة الأمة الإسلامية والعربية قصيرة فى الديمقراطية أو الشورى، إذ إنه بعد مرحلة الخلفاء الراشدين خضعت الأمة للملك العضود الذى وازنته قوة المجتمع الإسلامى، الذى ظل محتفظا بحيويته وكان قادرا على التقليل من سلبيات السلطة. لذلك فإن على مختلف القوى السياسية وبالأخص تلك التى تنتمى إلى الإسلام السياسى أن تؤسس لنموذج معاصر للديمقراطية. ● إن الديمقراطية أصبحت مطلبا أساسيا لكل القوى الإسلامية التى اختارت المشاركة فى العمل العام، خصوصا أنها كانت الأكثر تضررا من غيابها، بالتالى فإنها الآن أكثر وعيا بأهميتها بما تكفله من تعددية وحرية وتداول للسلطة يحتكم فيه إلى رأى الشعب. وطالما أنها انحازت إلى ذلك الاختيار فعليها أن تقبل بكل نتائجه وأن تحتمل ثمنه. ● إن النموذج الأوروبى الذى يتحول فيه صاحب الأغلبية إلى السلطة وصاحب الأقلية إلى المعارضة أو حكومة الظل لا يصلح للحالة العربية حديثة العهد بالتجربة الديمقراطية، وإنما أثبتت التجربة أننا أحوج ما نكون إلى التوافق بين القوى السياسية. الأمر الذى يعنى أنه ينبغى تجنب التفرد بالحكم من جانب أية قوة سياسية مهما بلغت الأغلبية التى تمثلها. وإنما يتعين أن تكون الشراكة هى القاعدة التى ينطلق منها الجميع. ● إن الإسلاميين مهما بلغت قوتهم العددية لا يستطيعون إلغاء الآخرين، وليس فى مصلحتهم ولا مصلحة الوطن والأمة أن يحدث ذلك، بالمقابل فإن القوى الأخرى القومية والليبرالية مطالبة بأن يكون حرصها وسعيها إلى التوافق مقدما على دعوات قطع الطريق على الإسلاميين ومحاولة إفشالهم. ● على الإسلاميين أن يدركوا أن الحكم أعقد مما يتصورون، حيث الفرق كبير بين المعارضة وإدارة الدولة، وبين النقد والممارسة. وذلك اختبار صعب لكى يجتازه صاحب السلطة فعليه أن يكون مدركا للأولويات وواعيا بالموازنات، التى لا تكون عادة بين المصالح والمفاسد، لكنها تكون أيضا اختيارا بين مفاسد أو أضرار صغرى وأخرى كبرى. ● الإسلاميون أيضا مطالبون بالتواضع مع القوى السياسية الأخرى وبعدم إطلاق الوعود بغير حساب للناس، لأنهم لا يستطيعون أن يؤدوا دورهم دون غيرهم، ولا يستطيعون أن يدعوا لأنفسهم امتلاك الحقيقة. عن حركة حماس قال أبوالوليد ما يلى: ● إن الحركة ليست جزءا من الإسلام السياسى ولكنها جزء من المقاومة بالأساس، ونسبتها أولى إلى حركة التحرر الوطنى، بذات القدر فإنه من المبالغة القول بأن ثمة حكما إسلاميا فى غزة، ولكن هناك تجربة فرضت على حماس تحمل مسئولية إدارة القطاع فى ظروف غير عادية، لأن السلطة فى الحالة الفلسطينية ليست الحالة الاعتيادية، إذ هى منقوصة السيادة بل ومعدومة السيادة أيضا، كما أن عناصر الدولة غير موجودة. فالشعب مجزأ ومشتت والأرض محتلة والسلطة لا تملك سلطة. ● من هذه الزاوية فمن المبالغة الحديث عن حكم للإسلاميين فى غزة، فحماس خاضت تجربة المشاركة فى الانتخابات والحكومة مضطرة للحد من سلبيات أوسلو. وقد ارتكبت أخطاء وتعلمت منها، وبالتالى فإن ما فعلته لا يعد نموذجا وإنما هو درس وعبرة بالدرجة الأولى. ● حاولت حماس أن تجمع بين السلطة والمقاومة، وتبين أن ذلك من الصعوبة بمكان، لكنها ظلت منحازة إلى المقاومة التى لاتزال مستمرة فى غزة، رغم صعوبة الوضع الجغرافى والحدود مع العدو الصهيونى، الأمر الذى جعل الصواريخ هى الوسيلة الوحيدة للمقاومة، وذلك لا يكون ميسرا فى كل الأحوال. ● إن المشكلة الحقيقية للفلسطينيين فى الوقت الراهن ليس الانقسام فحسب، ولكن أن ياسر عرفات وافق على تأسيس السلطة وإعلان الدولة قبل تحرير الأرض، وذلك مأزق لم يدرك أبوعمار أبعاده إلا قبل استشهاده. أخيرا دعا رئيس المكتب السياسى لحركة حماس إلى التفاعل بين دول الربيع العربى، ونبه إلى الأهمية الاستراتيجية للتقارب بين مصر وإيران وتركيا. وحذر من الاستقطاب بين القوى السياسية وبين الشيعة والسنة، باعتبار أن الأول خطر يهدد الأوطان والثانى يهدد الأمة. أغلب الطن أن أبوالوليد أراد بكلامه أن يلخص للمؤتمر الذى اختتم يوم الثلاثاء الماضى (10/9) خلاصة خبرته، كما أنه حرص على أن يوجه فى الوقت ذاته بعض الرسائل إلى القوى الإسلامية التى أصبحت فى قلب السلطة، خصوصا أنه كان راجعا لتوه من زيارة لمصر. نقلاً عن جريدة "الشروق"  

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من أبوالوليد لمن يهمه الأمر من أبوالوليد لمن يهمه الأمر



GMT 10:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المايسترو

GMT 10:35 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أندلس قاسم سليماني... المفقود

GMT 10:33 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

البراغماتيتان «الجهادية» والتقدمية... أيهما تربح السباق؟

GMT 10:31 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

... وَحَسْبُكَ أنّه استقلالُ

GMT 10:30 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

تصادم الخرائط

GMT 10:28 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

اقتصاد أوروبا بين مطرقة أميركا وسندان الصين

GMT 14:09 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تركيا في الامتحان السوري... كقوة اعتدال

GMT 14:07 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

كيف نتعامل مع سوريا الجديدة؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 08:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 03:29 2020 السبت ,14 آذار/ مارس

بورصة تونس تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 14:03 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أول تعليق من محمد منير بعد وفاة مدير أعماله وزوج شقيقته

GMT 06:49 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عزل ترامب
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon