توقيت القاهرة المحلي 15:59:13 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تعقيب وتصويب

  مصر اليوم -

تعقيب وتصويب

فهمي هويدي

••أما التعقيب فهو للدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح الذى قرأ ما كتبته فى هذا المكان يوم الأحد الماضى 17/1 تحت عنوان «مغامرة الإسلاميين الخطرة». وفيه انتقدت اندفاع الجماعات الإسلامية صوب العمل الحزبى والسياسى، وحذرت من أن يؤدى ذلك الاندفاع إلى إهمال مشروعهم الدعوى والتربوى، الذى هو الأساس الذى قامت عليه تلك الجماعات. وحسب تعبيره فإن ما تحدث عنه مس «عصبا عاريا» عنده. وهو الذى شارك فى وقت مبكر فى العمل الإصلاحى المستند إلى المرجعية الإسلامية فى التغيير والتجديد والبناء والتربية. فى رسالته سجل الدكتور أبوالفتوح خمس ملاحظات على الفكرة التى أثرتها عرضها على النحو التالى: • إن ارتباط العمل الإسلامى بالعمل السياسى ارتباط تلازم يعود فى نشأته الأولى إلى تعرض الأوطان للاحتلال والغزو، فلم يكن أحد يملك ترف الحديث عن الدعوى والحزبى والبلاد محتلة وفلسطين يشرع فى اغتصابها. ولم يكن هناك من سبيل لاستنهاض الأمة كلها صدا وطردا للاحتلال إلا بمفاهيم الدين وقيم الدين وروح الدين، وهو ما يمثل إنجازا تاريخيا كبيرا يوزن بميزان وقته. • كان للإسلاميين دورهم التاريخى فى المواجهة الصلبة للاحتلال فى القرن الماضى من خلال المدارس والمساجد والثقافة والفكر والتربية بمشاركة مجيدة من كل أبناء الأمة والوطن وهو ما حفظ للأمة ذاتيتها وهويتها. وهو الدور نفسه الذى تفرضه الضرورة الماسة التى يتوق إليها الواقع وينشدها وتتطلبها الحالة التاريخية الحرجة التى نمر بها الآن أعظم ما يكون الطلب والحاجة. • بات التمييز بين العمل الإصلاحى الدعوى وبين العمل الإصلاحى الحزبى والسياسى من أهم متطلبات التطور التاريخى الذى تحياه الأمة كلها.. وإذا كان العمل الإصلاحى السياسى له دوره المهم فى ضبط العلاقة بين السلطة والمجتمع على المفهوم الإسلامى الصحيح فى العدل والحرية ومجابهة الطغيان والاستبداد وكلها مفاهيم ذات امتداد دينى عميق فى العقل والوجدان ــ فإن العمل الإصلاحى الدعوى هو كل العقل وكل الوجدان للوصول بالإنسان إلى كماله الأسمى والأشرف والأرقى كما أراد له الخالق العظيم. • لم أجد تفسيرا لمسارعة الإسلاميين إلى ميدان العمل الحزبى.. وكنت أتوقع أن يكتفوا بمن يمثلهم بدرجة أو أخرى من درجات التمثيل والمقاربة وأن يتم تنسيق فى مدارات الإصلاح بما يحقق الغايات العليا والكبرى والتى لا يختلف عليها أحد.. ومازال المدى أمامنا ممتدا لتصحيح المواقع والمواقف.. وهو ما أتوقعه واتمناه وأريده من التيار الإسلامى بكل مكوناته الفكرية والحركية. • تمثل تجربة حركة الإصلاح والتجديد وحزب العدالة والتنمية فى المغرب العربى نموذجا صحيحا فى التمييز الدقيق بين مجالات العمل الإصلاحى. وقد سجلوا نجاحا ملموسا فى ذلك، وقد قمت بزيارتهم ووقفت على تجربتهم وسمعت شهاداتهم وأرى أهمية تجربتهم فى الحضور على خلفية التطور والتجديد فى مسارات العمل الإصلاحى كله. •• التصويب له قصة. ذلك أننى كنت قد وقعت فى عدد جريدة الوطن الصادر فى 5/1 على استطلاع مصور تحدث عن مقهى جديد فى مدينة نصر وصفته الصحفية فى عناوينها بانه أول كافية إسلامى. وذكرت أنه «يفصل بين زبائنه ولا يسمح بالتدخين أو الموسيقى ومعظم زبائنه شبان ملتحون وفتيات منتقبات». وذكرت الصحفية التى كتبت التقرير أن وراء المشروع ستة من السلفيين هدفهم الرئيسى أسلمة الكافيهات فى مصر، عن طريق الالتزام بالشروط الشرعية، التى تدعو إلى الفصل بين الرجال والنساء والاستفسار من الداخلين إذا كانوا خليطا من الشبان والفتيات عن طبيعة العلاقة بين الجنسين. كما ذكرت ان الآذان يرفع فى المقهى الذى خصص مصلى للسيدات وآخر للرجال، وأن المكان لا تتردد فيه سوى الأناشيد الدينية والابتهالات، وأن شاشة التليفزيون لا تعرض إلا برامج إحدى القنوات الدينية. استفزنى الكلام المنشور فانتقدت الفكرة فيما كتبته يوم 7/1 تحت عنوان «أسلمة مبتذلة ومسطحة» الذى أحسب أنه اختزل يجسد وجهة نظرى فى الموضوع. لكننى فوجئت بعد النشر بعدة اتصالات هاتفية من أشخاص أعرفهم وأثق فى بعضهم. وآخرين لهم صلة بالمشروع أبلغونى بأن ثلاثة أرباع الكلام المنشور مختلق ولا أصل له. فأصحاب المشروع لم يدَّعوا على الإطلاق أنه «كافيه إسلامى» وليس صحيحا كل ما ذكر عن منع الصور وبث الأذان وتخصيص مصلى للرجال وآخر للنساء، إلى غير ذلك من معلومات منشورة، لكنهم أرادوا له أن يكون مكانا هادئا ومحتشما يمنع فيه التدخين والابتذال، فى حين تتردد الموسيقى الهادئة فى أرجائه ويبث التليفزيون أفلام ناشيونال جيوجرافيك. وهو ما ذكرنى بحملة الافتراء الإعلامية التى تعرض لها مشروع الممثلة «حنان ترك» حين افتتحت محل «صبابا» لتصفيف الشعر قبل سنتين، وقيل فتعرضت لحملة تشويه وتحريض قيل فيها إنه للمحجبات فقط ولا يتعامل مع المسيحيات. اعتذرت لأصحاب المقهى عن تحاملى عليهم الذى انبنى على معلومات ملفقة، وأردت أن أخلص ضميرى بتصويب ما ذكرت، لكننى مازلت حائرا وغير مطمئن إزاء موقف الصحيفة، التى إذا كانت قد فعلت ذلك إزاء موضوع بسيط كافتتاح المقهى، فلا يستبعد منها أن تلجأ إلى ذات الاسلوب فى معالجتها للقضايا الأخرى الأكثر أهمية وحساسية. نقلاً عن جريدة "الشروق"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تعقيب وتصويب تعقيب وتصويب



GMT 08:48 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

بيت من زجاج

GMT 08:46 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

إدارة ترامب والبعد الصيني – الإيراني لحرب أوكرانيا...

GMT 08:45 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب ومشروع تغيير المنطقة

GMT 08:44 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ماذا جرى في «المدينة على الجبل»؟

GMT 08:34 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

طبيبة في عيادة «الترند»!

GMT 08:33 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

الشعوذة الصحافية

GMT 08:32 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ولاية ترمب الثانية: التحديات القادمة

GMT 08:31 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

من الرياض... التزامات السلام المشروط

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:04 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية
  مصر اليوم - حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية

GMT 08:11 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

هيفاء وهبي بإطلالات متنوعة ومبدعة تخطف الأنظار

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2018 الإثنين ,16 إبريل / نيسان

المدرب الإسباني أوناي إيمري يغازل بيته القديم

GMT 01:04 2021 السبت ,25 كانون الأول / ديسمبر

جالاتا سراي التركي يفعل عقد مصطفى محمد من الزمالك

GMT 05:34 2021 السبت ,13 شباط / فبراير

تعرف على السيرة الذاتية للمصرية دينا داش

GMT 20:42 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

طريقة عمل جاتوه خطوة بخطوة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon